ابتسام شديد - الديار
لم تكن الحركة السياسية في دار الفتوى التي زارها رئيس الجمهورية ميشال عون او ما شهدته السراي الحكومي من لقاءات أبرزها لقاء مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمرا عابرا وعاديا في ضوء الأحداث وعاصفة التطورات التي أعقبت تعليق الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري عمله السياسي، فالحركة السنية التي انطلقت مؤخرا صبت أولا في اتجاه تطويق أي تداعيات وذيول انسحاب الحريري من المشهد السياسي.
الهدف الأول وفق مصادر سياسية سنية لملمة المشهد السني حتى لا يفقد الشارع البوصلة وفي اطار مساعدة ودعم دار الإفتاء لرئاسة الحكومة الحالية وعدم ترك الرئاسة الثالثة تتهاوى او تضعف.
ما جرى ليس انقلابا في موقف دار الطائفة السنية تجاه عائلة الحريري التي لها ركن ومكانة خاصة في دار الطائفة الروحية ، انما في اطار لملمة شظايا الإنفجار الذي سببه خروج الشيخ سعد ومؤازرة رئاسة الحكومة.
لقاء السراي أسقط ما حكي عن مقاطعة سنية تم ترويجها، فالمقاطعة في حسابات أهل الطائفة ستكون مكلفة وتؤدي الى تشتت السنة وإضعافهم، والهدف منه أيضا منع الإستثمار في الشارع السني وتناتشه او التعامل معه كأنه مشتت وضعيف.
المشهد في دار الإفتاء بدا مختلفا عن المشاهد السياسية في المراحل الماضية فهو لا يشبه أبدا ما حصل عقب احتجاز الرئيس سعد الحريري في الرياض عام ٢٠١٧ ومن الواضح كما تقول مصادر سياسية مطلعة ان المقاطعة السنية للإنتخابات ربطا بخروج الحريري من السياسة مرفوضة لعدة أسباب لكيلا يتم إستغلال الموقف السني من أجل تطيير الإنتخابات أولا او وضع الطائفة في مواجهة مع أي طرف داخلي او خارجي والسعودية تحديدا وتصديا لأي تداعيات ومواجهة مع المجتمع الدولي الذي يتطلع للإنتخابات كفرصة من اجل التغيير ويسعى لاستقطاب الشارع السني ويمكن التوقف في هذا السياق عند الاندفاعة الأميركية والتحرك الأميركي في منطقة عكار أخيرا والجولة مع نواب المنطقة المحسوبين في فلك تيار المستقبل.
وتتوقف المصادر عند تحضيرات انطلقت لمرحلة من دون سعد الحريري لا تقتصر على الطائفة السنية فقط فرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط اتخذ القرار بعدم مجاراة حليفه الحريري والذهاب للإنتخابات مع حزب القوات (خصم الحريري السياسي) ولو خسر عددا من المقاعد النيابية، فيما أعلن رئيس الحكومة عدم مقاطعة الطائفة للإنتخابات مما يعني ان الشخصيات الحليفة لرئيس تيار المستقبل ماضية في خوض الانتخابات متخطية حاجز انسحاب الحريري وبعد تقييم الوضع السياسي والإنتخابي والأسباب التي أملت الموقف الأخير للرئيس الحريري، وبحسب المصادر فان الرئيس ميقاتي قد لا يترشح شخصيا وان هناك توجها لرؤساء الحكومة السابقين لعدم المشاركة الشخصية الا ان هناك قرارا واضحا اتخذ بعدم تعميم الاعتكاف على الطائفة.