الديار
يميل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عدم الترشح الى الانتخابات المقبلة، لكنه بحسب اوساط سياسية طرابلسية ينتظر الوقت المناسب لإعلان موقفه، ولن يحصل ذلك قبل تقطيع إقرار الموازنة في مجلس النواب، ووضع التفاوض مع «صندوق النقد الدولي» على سكته الصحيحة، كي لا يخلق عزوفه بلبلة تعيق العمل الحكومي.
ولفتت تلك الاوساط الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري تدخل على نحو مباشر مع رئيس الحكومة لثنيه عن هذا القرار او التريث في الاقدام عليه ريثما يتم استيعاب اعلان الحريري عزوفه عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، ويأمل رئيس المجلس في مراجعة ميقاتي لموقفه لانه سيشكل «َضربة» موجعة للاعتدال السني وسيفتح الباب واسعا امام تسلل التطرف على نحو غير مسبوق الى المجلس النيابي خصوصا ان تاثير ميقاتي فاعل في الشمال المحافظة الاكثر تعرضا لاغراءات متنوعة تقوم بها جهات عديدة لفرض واقع سني جديد يقود معارضة متطرفة قد تاخذ البلاد الى مزيد من التوتر.
كما ان خروجه من «السباق» بعد الحريري والرئيس تمام سلام والنائب بهية الحريري سيعني ان المقاطعة السنية ستكون واسعة وستترك تاثيراتها المباشرة على 24دائرة انتخابية حيث لصوتهم تاثير مباشر على انتخاب نحو 81 نائبا، وهنا ستدخل التحالفات في حسابات جديدة معقدة تعيد خلط الاوراق خصوصا لدى القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين يعولان على «الرافعة» السنية في اكثر من دائرة.
ووفقا لزوار عين التينة ابدى بري قلقا واضحا من طبيعة «خريطة» المجلس النيابي وتوازناته المقبلة في ظل التطورات المتلاحقة على الساحة السنية، وهو ذّكر الحريري في لقائهما الاخير، وكذلك ميقاتي بان هذا المجلس سيكون امام مهمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشتت الصوت السني وعدم وجود كتل وازنة تمثل هذا «الشارع» سيضع الجميع امام «المأزق» وستذهب الامور باتجاهات مقلقة، مستغربا كيف يمكن السماح او المساعدة بتسهيل هذا الامر الذي وصفه بري «باللغم» الكبير الذي لا يعرف احد كيف ستتوزع شظاياه اذا ما انفجر في وجه الجميع!