قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، الخميس، إنّه "في الفترة الأخيرة، أعلن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز موقفاً جائراًَ وظالمًا ضد حزب الله، ونعتهُ بالإرهاب، بحيث كانت السعودية منذ سنوات تصنّف الحزب في دائرة الإرهاب".
ورأى قاسم في كلمة له في جنوبي لبنان، خلال الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، أنّ "هذا التوصيف في هذا الوقت بالذات، ومن ملك السعودية، يحمل دلالات سيّئة، وخصوصاً أنّ الوصف هو لمقاومِين مجاهدِين أبطال قدّموا دماءهم وضحّوا، رجالًا ونساءً، من أجل تحرير الأرض، ومن أجل فلسطين، ومن أجل كرامة الأمة".
واعتبر أنّ "هذا الاتهام لشريحة واسعة من المجتمع اللبناني، لمقاومة فاعلة ومؤثرة في المنطقة، ومانعة للمخططات المشبوهة، هو لتحريض اللبنانيين، بعضهم على بعض، حتى تكون هناك مشاكل بينهم، وللتحريض على المقاومة التي لها دور كبير في نهضة لبنان وتحريره".
وتابع "يقولون إنه يجب أن يكون لبنان عربياً، ونقول لهم نحن نؤمن بعروبة لبنان". وتساءل "اليمن عربي والسعودية عربية، وإذا ناصرنا اليمن فيعني أننا نناصر دولة عربية. وإذا أردنا أن نناصر السعودية، فكيف يمكن أن نناصرها، وهي التي تعتدي على الدولة العربية الأخرى؟".
وأكد أنّ "الحزب يجب أن يناصر من يُعتدى عليه، ومن يحمل حقاً، ومن يقدّم الشّهداء، ومن تُدمَّر بلده بيدٍ عربية وأداةٍ دولية تحاول أن تغيّر المعادلة في المنطقة".
وإذ اعتبر أنّ "الإرهابي هو من يقتل الرأي المخالف في بلده، ويعتدي على جيرانه في اليمن، ويطبّع مواربةً مع "إسرائيل"، بأساليب متعددة"، أوضح الشيخ قاسم أنّ "حرية الرأي والتعبير واضحة في الدستور (اللبناني) في المادة 13، وكلّها مكفولة ضمن دائرة القانون".
وأشار إلى أنّ "كلّ العراضات الداخلية والتي وقفت مع المعتدي علينا لن تقدّم ولن تؤخّر، وقسم منها هو لاستدراج العروض المالية قبل الانتخابات النيابية، من أجل تمويل الحملات. وهم يعتقدون أنّ السعودية، بالتفاهم مع أميركا والآخرين، يمكن أن تعطيهم مراكز في لبنان".
وشدّد على أنّ "ردّنا على السّعودية سيكون حاسماً". وتوجّه إلى المسؤولين في السعودية قائلاً "أنتم الإرهاب ونحن المقاومة، ولن نقبل أنّ تسيئوا إلينا من دون أن نردّ عليكم بالحقائق والمنطق. وردّنا اليوم ليس لمرة واحدة، بل كلّما كرّرتم سنكرّر الرّد مهما تكن النتائج. وإنْ عدتم عدنا، وسنكشف أعمالكم العدوانية أمام الناس من دون أن نستخدم ألفاظاً ولا تعابير غير واقعيّة وغير حقيقيّة".
وتناول قاسم التفاهم مع "التيار الوطني الحر"، وقال إنّ "لنا حلفاء في لبنان، وعقدنا تفاهماً مع التيار الوطني الحر. والسبب في هذا التفاهم أنّ هناك قضايا استراتيجية ومحليّة وجدنا أنّه يوجد بشأنها تقاطعٌ في القناعات والآراء"، مضيفاً أن "من الطبيعي أن تشوب علاقات التفاهم بعض الثُّغَر والإشكالات، وهي قابلة للحل والنقاش، لكن التفاهم مستمر".
وأكّد "أننا سنكون مع التيار الوطني الحر في الانتخابات النيابيّة، وسنتعاون في الدوائر، وبدأنا منذ فترة عقد لقاءات في كلّ المستويات من أجل التهيئة للانتخابات النيابية".
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ "المشهد الانتخابي المستقبلي سيكون كمشهد التحالفات التي عقدناها مع الجميع. كلّ حلفاء حزب الله سيتعاون معهم الحزب في الانتخابات النيابية بصورة طبيعية".
وشدّد نائب الأمين العام لحزب الله على أنّ "علاقة حزب الله بحركة أمل علاقة استراتيجيّة وثابتة ومتينة"، مؤكداً "أننا نعمل معاً كي يكون لبنان سيّداً مستقلّاً غير تابع للأجانب، ولنعمل على منع التوطين، ومنع التطبيع مع "إسرائيل"".