جويل بو يونس - الديار
في خطوة لم تكن متوقعة فاجأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجميع بزيارته قصر بعبدا امس، واعلانه من على منبر القصر الجمهوري ان اجتماعا مثمرا عقده مع رئيس الجمهورية ميشال عون تم خلاله الاتفاق على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، كما ابلغ ميقاتي الرئيس عون بان موازنة 2022 باتت جاهزة وسيتم تسليمها خلال ايام، كما انه ستتم الدعوة قريبا لجلسة لمجلس الوزراء لاقرارها.
فما الذي تبدل لنكون امام عودة محتملة لمجلس الوزراء للانعقاد؟ لماذا وافق الرئيس عون على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، في الوقت الذي حكي فيه سابقا ان تعطيل الحكومة سيقابله تعطيل للبرلمان من قبل رئاسة الجمهورية؟ هل من تسوية ما تطبخ في الكواليس تؤمّن الدورة الاستثنائية لمجلس النواب وعودة الحكومة الى الانعقاد وحلحلة على خط الملف القضائي المتعلق بالمحقق العدلي طارق البيطار والمدعى عليهم من رؤساء ووزراء ونواب؟
اسئلة كثيرة طرحها تصريح رئيس الحكومة من بعبدا قد تكون الاجوبة الشافية عليها عند الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله وحده.
على هذه الاسئلة، تختصر اوساط مطلعة على جو حزب الله جوابها بكلمتين: «ما في شي»!
وتؤكد ان ميقاتي لم يفاتح حزب الله باي دعوة ممكنة لمجلس الوزراء، وتقول: «ما حدا حكي معنا»! وتجزم مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي ان ميقاتي لم ينسق حتى ما اعلن عنه عن امكان الدعوة لجلسة حكومية مع الرئيس بري، وتقول: ما قاله رئيس الحكومة هو مجرد فكرة، فلا علم لنا باية تسوية او حل جاهز يؤمن عودة جلسات الحكومة، فلم يفاتحنا احد بذلك، ولم نعط اي جواب في هذا السياق.
ولكن ما الذي دفع رئيس الجمهورية للموافقة على فتح دورة استثنائية لو لم يكن هناك اتفاق مسبق على امر ما بالمقابل؟ المصادر تجيب: مسألة فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب كانت ستحصل بكل الاحوال، اما بتوقيع عون واما بعريضة يوقعها النواب، وهذا ما كان يعمل عليه، لذا فحصول الخطوة عبر عريضة نيابية كان سيعتبر تحديا وكسرا لرئيس الجمهورية امام الرئيس بري، ففضّل عون ان تتم عن طريقه.
اما عن تصريح ميقاتي، فترى المصادر بانه وكعادته حاول ميقاتي «ان يقطفا» على قاعدة : «هيك هيك ماشية الدورة الاستثنائية منركّب شي لعودة مجلس الوزراء»!
وعن كلام ميقاتي وبيانه الموجه ضد حزب الله والمدافع عن السعودية، اكتفت المصادر المطلعة على جو الثنائي الشيعي بالقول: «ميقاتي يقول في العلن شيء وفي السر اشياء اخرى»! واللبيب من الاشارة يفهم!
على خط بعبدا اكدت مصادر مطلعة على جو القصر الجمهوري ان جو الاتصال مع الرئيس بري كان جيدا. واكدت ان الرئيس عون مع دعوة الحكومة للانعقاد منذ اليوم الاول، كما ان ان لا نية تعطيلية لدى الرئيس عون لفتح الدورة الاستثنائية، لاسيما ان هناك ملفاتا تحدث عنها رئيس الجمهورية في كلمته الاخيرة يجب وضعها على جدول اعمال هذه الدورة. واضافت المصادر ان هناك موازنة يجب ان تقر، ولا احد يحتمل تعطيلها، وما حصل هو من باب المقابل لا المقايض.
وعن عدم تبدل موقف الثنائي الشيعي من مسألة المشاركة بجلسة حكومية قبل حل الملف القضائي، استبعدت المصادر ان يكون ميقاتي تصرف بلا تنسيق مع بري في هذا الشأن، كاشفة ان بعبدا لم تتبلغ اي شيء حتى اللحظة من حزب الله في موضوع عودة جلسات الحكومة.
وفي هذا السياق، لفتت اوساط متابعة ومطلعة على جو اللقاء في بعبدا والاتصال الذي حصل بالرئيس بري (علما ان ميقاتي هو من بادر اولا للاتصال ببري ومن ثم مرّر الاتصال لعون)، الى انها لا تعتقد ان ميقاتي تسرّع بالحديث عن دعوة لجلسة حكومية لو لم يكن يملك معطيات وضمانات بان وزراء الثنائي سيحضرون او اقله يحضر بعضهم، اذ لا يمكن ان تتم الدعوة لجلسة حكومية لاقرار الموازنة يغيب عنها وزير المال المعني الاول بموضوع الموازنة، وعليه ترجح الاوساط ان يتولى بري بحث المسالة وايجاد حل يؤمن مشاركة وزراء الثنائي او بعضهم في جلسة لاقرار الموازنة، والاكيد بحسب الاوساط انه اذا تمت الدعوة لهكذا جلسة فوزير المال التابع ل «حركة امل» سيحضرها حكما.
فهل يكون الحل على القاعدة التالية: فتح دورة استثنائية وانعقاد الحكومة بحضور بعض وزراء الثنائي؟