الديار
حسب المصادر السياسية، تبين ان كل الاجواء التفاؤلية التي اشيعت صباح امس بعد لقاء الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي تبخرت بعد ساعات في ظل تاكيدات مقربين من الثنائي الشيعي، ان الوزراء الشيعة لن يحضروا اي جلسة لمجلس الوزراء طالما لم يبادر الرئيس ميقاتي الى ازالة الاسباب التي حالت دون انعقاد مجلس الوزراء واولها حل قضية المحقق العدلي طارق البيطار، والوزراء الشيعة لن يحضروا اي جلسة للحكومة حتى لو كانت محصورة بمناقشة الموازنة، والكرة في ملعب ميقاتي، والثنائي الشيعي ينتظر فتح الدورة الاستثنائية ووصول الموازنة الى مجلس الوزراء وعندها لكل حادث حديث، وكيف يمكن مناقشة الموازنة اذا قاطع وزير المال اجتماع الحكومة؟ وكشفت مصادر المقربين من الثنائي الشيعي، ان ميقاتي اعلن ما اعلنه من بعبدا، ولم يكلف نفسه عناء الاتصال بحزب الله ووضعه في اجواء قراره، وهو من وراء دعوته لمجلس الوزراء يريد ان يحمّل حزب الله مسؤولية التعطيل ووقف المفاوضات مع الصناديق الدولية المصرة على اقرار الموازنة قبل توقيع اية اتفاقيات، وفي المعلومات، ان العلاقة متوترة جدا بين ميقاتي وحزب الله نتيجة اتهام ميقاتي لحزب الله بانه غير لبناني في احدى فقرات بيانه المدافع عن السعودية وهذا ما استدعى الرد العنيف من النائب حسن فضل الله، واتهام ميقاتي بلعب ادوار معينة ضد الحزب وقيادة «الاوركسترا» التي تتولى الحملة السعودية عليه، بل اكثر من ذلك، فان هناك اسئلة كبيرة لدى الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله حول ادوار ميقاتي الاخيرة وتعطيله الحلول قبل قرار المجلس الدستوري؟ فيما موقعه يفرض عليه الحياد وعدم الوقوف ضد مكون داخلي لصالح دولة خارجية، وهذا ما يؤكد ان الازمة متواصلة وطويلة في ظل الرفض السعودي الاميركي اي اجراء يطال المحقق العدلي طارق البيطار او اجراء اية تعيينات قضائية.
وفي المعلومات، ان الرئيس نبيه برّي تلقى اتصالا اثناء اجتماع عون وميقاتي في بعبدا، وتم ابلاغه من الرئيسين بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب فرحب الرئيس بري بالامر، لكنه رفض فتح الدورة لشهر وبجدول اعمال محدد، واصر على ربطها بالدورة العادية، ووافقه ميقاتي على الامر، واكد بري ان عودة النشاط لمجلس النواب مصلحة للبلد كله لاقرار المشاريع، لكنه لم يتجاوب مع اصرار ميقاتي على دعوة مجلس الوزراء للاجتماع، لان السبب الذي عطل اجتماعات المجلس ما زال قائما، وذكر ان بري ابلغ ميقاتي ان الوزراء الشيعة لن يحضروا جلسة مجلس الوزراء قبل حل قضية المحقق طارق البيطار واقرار محاكمة الرؤساء والوزراء في المجلس النيابي، ورغم معرفة عون وميقاتي بقرار بري خرج رئيس الحكومة واعلن انه سيوجه الدعوة لمجلس الوزراء فور تلقيه مشروع الموازنة من وزير المال وهذا ما رفع من منسوب الاستياء لدى بري.
وحسب المصادر، فان هدف ميقاتي ربما تحميل الثنائي الشيعي مسؤولية التعطيل وارتفاع اسعار الدولار وتفاقم الازمات المعيشية وملاقاة الحملة السعودية لكسب ودها، فيما رئيس الحكومة يسال: ما البديل عن اجتماعات الحكومة والبلد مشلول، والدولار يرتفع، ولا يمكن التفاوض مع الصناديق الدولية قبل اقرار الموازنة، والدول لا تستطيع انتظارنا، والتعطيل يجر البلد الى الكوارث، وعلم ان رئيس الحكومة لن يتراجع عن دعوة الحكومة الى الانعقاد.
وفي المعلومات ايضا، ان الاتصال بين عون وبري كان وديا جدا، وشكر عون بري على موقفه من حضور طاولة الحوار في بعبدا، فيما رد بري بشكر عون على توقيع فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي متمنيا ان يكون الاتصال مقدمة لصفحة جديدة في العلاقات بين بعبدا وعين التينة كما قدم بري التهاني لعون بالاعياد، واوضحت المعلومات ان فتح دورة استثنائية ليس الهدف منه حماية الوزراء والنواب السابقين من المحاكمة في قضية انفجار المرفأ بعد صدور مذكرات التوقيف بحقهم، لانه ليس هناك من قوة قادرة على تنفيذ مذكرات القاضي البيطار، كما ان الوزراء لم يتبلغوا اي مذكرة بحقهم حتى الان.
وفي المعلومات، ان موقف ميقاتي ودعوته لمجلس الوزراء لم تستند الى اية صيغة معينة او جدول اعمال وان توقيع رئيس الجمهورية على ١٦ مرسوما يكشف ان عقد جلسة للحكومة ليس في المدى المنظور، لان عون ربط في السابق توقيع هذه المشاريع با جتماع الحكومة.