لا يختلف اثنان على حجم الهدر الذي تشهده العديد من قطاعات الدولة والتي حرمت الخزينة من إيرادات كبيرة جداً، وذلك لأسباب معروفة أبرزها الفساد المتغلغل في مرافق الدولة إضافة إلى المناكفات السياسية التي غالباً ما تعطّل المشاريع التي تعود بالأموال على خزينة الدولة.
لكن وفي وسط الظلام الحالك وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التي ترزح تحتها البلاد منذ أكثر من سنتَيْن، يبقى بصيص نور تضيئه بعض المرافق والإدارات التي لا تزال تعمل بشفافية وجدارة في محاولة منها لإدخال إيرادات جديدة إلى الخزينة ضمن الإمكانيات المتوافرة.
وفي هذا الصدد، تمكّنت هيئة إدارة السير والآليات والمركبات من تأمين إيرادات للدولة بقيمة نحو 6 مليارات ليرة في يوم واحد وذلك بفضل مزاد على أرقام مميزة للسيارات.
وتمّت المزايدة تحت إشراف رئيس مصلحة تسجيل السيارات في إدارة السير، أيمن عبد الغفور، وقد فاز 3 أشخاص بالمزاد على 3 أرقام مميّزة للسيارات بمجموع قيمته 5 مليارات و700 مليون ليرة.
ودفع السيد طلال الشاعر ثمن الرقم 222/م 3 مليارات و800 مليون ليرة لبنانية، أما الرقم الثاني وهو 5000/م فاز به السيد حسن رمضان بمبلغ مليار و50 مليون ليرة لبنانية، أما الثالث والأخير في المزاد وهو 1000000/ي وقد فاز به السيد جيرار زهر بمبلغ 850 مليون ليرة لبنانية.
وبحسب المعلومات فإنّ هذه المزايدة لا تصبح نافذة إلا بعد تصديق وزير الداخلية عليها، على أمل أن يتمّ صرفها حيث يجب أن تصرف ولا سيما في سبيل تحسين وضع فروع الهيئة في المناطق وتأمين الأكلاف التشغيلية لما فيه مصلحة المواطنين.
وربّما قد يكون من حسن الحظّ أنّ انعاكسات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية لا تطال مختلف اللبنانيين إذ أنّ البعض لم يتأثر بالأزمة بأي شكل وهو يملك رفاهية شراء الأرقام المميزة للسيارات بأرقام خيالية، وهذا إن دلّ على شيء فهو على حجم الفجوة الطبقية التي تتّسع يوماً بعد يوم بين اللبنانيين.