أطلق وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي العمل بثلاثين مدرسة رسمية دامجة جديدة، خلال احتفال في قاعة المسرح بالوزارة، شاركت فيه سفيرة كندا في لبنان شانتال تشاستناي، ممثل سفارة الإتحاد الأوروبي رايان نيلاند، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي، ممثلة منظمة اليونيسف في لبنان يوكي موكو، وحضره المدير العام للتربية فادي يرق، رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة في لبنان كلودين عون روكز، مديرة مكتب الوزير رمزا جابر، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، رئيس دائرة التعليم الأساسي هادي زلزلي، مستشار رئيس المركز التربوي الدكتور جهاد صليبا، منسقة الهيئة الأكاديمية رنا عبدالله وجمع من مديري المدارس الدامجة وأهالي التلامذة.
رشدي
بعد النشيد الوطني وتقديم من المستشار الإعلامي لوزير التربية ألبير شمعون، قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية: "إن ما نشهده اليوم هو تظاهرة إنسانية تربوية. هناك تنوع للحاجات الخاصة، وهناك الكثير لنساهم ونتشارك فيه من أجلهم، لا سيما واننا نسعى معا لبناء لبنان أفضل، لبنان الذي يعطي فرصا متساوية لجميع أبنائه، إن كانوا من ذوي الإحتياجات الخاصة او من ذوي القدرات".
موكو
بدورها، قالت ممثلة اليونيسف: "لكل طفل الحق في التعليم بمن فيهم الأطفال ذوو الإعاقة. إن التعليم الشامل للفتيات والفتيان ذوي الإعاقة هو في صلب جدول أعمال اليونيسف لتحقيق المساواة، وهو مركزي في برامجنا لتحقيق النتائج للأطفال الأكثر ضعفا".
أضافت: "نشكر الاتحاد الأوروبي على دعمه السخي، الذي سيساعدنا على توسيع نطاق مشروع المدارس الشاملة ليضم 30 مدرسة إضافية إذ يجب ألا يكون أي طفل خارج المدرسة وأن يحصل على فرصة في التعليم".
وختمت: "من الضروري أن تعمل الحكومة اللبنانية وجميع أصحاب المصلحة معا لمعالجة العوائق التي تحول دون تعليم شامل وعالي الجودة، وبناء نظام تعليمي أكثر مرونة وفعالية، لبناء مستقبل أفضل للبنان وأطفاله".
تشاستناي
أما سفيرة كندا فقالت: "تفخر كندا بدعم التعليم الآمن والدامج والمتاح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان. ولأن كندا تعد من أكبر المانحين لبرنامج الدمج المدرسي، يسعدنا أن نرى أن 30 مدرسة رسمية تضم موظفين مدربين ومعلمين متخصصين ومعدات وخدمات متخصصة لتسهيل دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الصفوف المدرسية".
نيلاند
من جهته، قال ممثل سفارة الإتحاد الأوروبي في لبنان: "التعليم الدامج هو طاقة يمكن تفعيلها بذكاء لدعم الاقتصاد اللبناني والصحة والإنتاجية، مما يتيح للمتعلم من ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية الوصول إلى التعليم واكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح في الحياة. ويؤدي الى التغيير في المواقف الحالية ومفهوم الاحتياجات الخاصة والتعلم في المدارس، ويساهم في سد الفجوة بين الاثنين".
أضاف: "نحن، الاتحاد الأوروبي، نؤمن بأن ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية لا ينبغي أن تتساوى مع الافتقار إلى الفرص، وبالتالي، فإننا نؤيد بشدة أهمية تعزيز مفهوم التعليم الدامج".
الحلبي
وقال وزير التربية: "اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة المتزامن مع اليوم الوطني، ليس يوما للاحتفال بل يوم لنقبل الآخر بغض النظر عن اختلافه مهما كان نوع الاختلاف، فالدمج ثقافة وبالتربية فقط نبني هذه الثقافة. وهو يوم نفتح فيه قلوبنا وعقولنا وضمائرنا وموازناتنا، ونطرح الخطط ونستنفر الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، من اجل توفير كل ما يمكن أن يحتضن هذه الشريحة العزيزة من المواطنين والمتعلمين، ويسهل حياتهم ودراستهم وإعدادهم ليكونوا مستقلين ومنتجين في مجتمعهم ووطنهم".
أضاف: "في هذا اليوم، يسرني أن اعلن مع الشركاء، إطلاق العمل بثلاثين مدرسة دامجة رسمية، إضافة إلى المدارس الثلاثين التي أثبتت نجاحها منذ العام 2018 حتى اليوم، وأدت خدمات مشكورة، ولبت الحاجات المتعاظمة للمجتمع".
وتابع: "يسعدني أن أوجه الشكر والتقدير إلى حكومة كندا عبر سفيرتها في بيروت وطاقم السفارة، ومنظمة اليونيسف عبر مكتبها في بيروت، ومساهمة الحكومة الأوسترالية، فقد أسهم الشركاء الأعزاء في جعل مشروع المدارس الثلاثين الأولى يقدم الخدمة التربوية لنحو 1550 متعلما من مناطق لبنان كافة. وتم في إطاره تدريب المعلمين من جانب المركز التربوي للبحوث والإنماء على مفاهيم الدمج والتعليم المتمايز، كما تم بإشراف المدير العام للتربية بناء قدرات المربين المختصيين والفريق المتعدد الاختصاصات حول تقنيات وطرق مختلفة لدعم المتعليمن وكيفية متابعتهم من خلال التعلم عن بعد بالتعاون مع جامعات ومنظمات مختلفة. وتم أيضا بناء قدرات المرشدين المكلفين بمهام التربية المختصة في الإرشاد والتوجيه لمتابعة تنفيذ مشروع المدارس الدامجة، وذلك بالتنسيق مع مديرية التعليم الابتدائي ومع مديري المدارس".
وأردف: "كذلك تمت توعية المعلمين، والعاملين في المدرسة، والمتعلمين، والأهل حول أهمية الدمج ومسؤولية جميع الأطراف في تنفيذ الدمج داخل المدرسة وفي المجتمع. كما تم تأمين المواد والوسائل التعليمية بالتعاون مع أطراف مختلفة، وتجهيز وإعادة ترميم عدد من المدارس لتسهيل وصول المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة إليها".
وقال: "لقد كانت هذه التجربة قصة نجاح تعلمنا منها الكثير، إن كان ذلك في التعليم الحضوري والتعلم من بعد والتعلم الدامج، وكانت موضع متابعة من المديرية العامة للتربية ومديرية الإرشاد والتوجيه والمركز التربوي للبحوث والإنماء، وإننا نستفيد من هذه الخبرات لدى فريق عملنا التربوي والإداري والصحي والإجتماعي، لننطلق في إدارة وتشغيل المدارس الثلاثين الجديدة في كل مناطق لبنان".
أضاف: "أود ان أشكر سفارة الإتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيسف على دعم الوزارة في المرحلة الجديدة من مشروع المدارس الدامجة، لا سيما وان هذه المرحلة أيضا باتت مبنية على خبرات متراكمة وتجربة ناجحة، وسوف تشكل بإذن الله، قصة نجاح جديدة، وذلك بالتعاون بين المديرية العامة للتربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء وبمتابعة من الإرشاد والتوجيه. وسوف تكون تعبيرا عن التزام لبنان بالأهداف التي اطلقتها الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة 2030، ومع الخطة الخمسية للوزارة التي نصت بصورة واضحة وأكيدة على تخصيص حيز مهم للعناية بالتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية والإحتياجات الخاصة، وتصب في خانة خطة الوزارة لجعل المدارس الرسمية كافة مدارس دامجة ومجهزة لاستقبال هؤلاء التلامذة الأحباء وتسهيل حركتهم، وجعلهم ينمون طاقاتهم ويطورون مهاراتهم وينخرطون في سوق العمل والإنتاج".
وتابع: "في ظل الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها لبنان، نجد في هذا المشروع مساحة مضيئة تنير قتامة الأيام، ولكننا على الرغم من ذلك نراهن على الشركاء من الدول الصديقة والمنظمات الدولية الفاعلة، ونؤكد وفاءنا بوعودنا للهيئة التعليمية بكل المسميات، وندعوهم للمضي قدما في التعليم الحضوري، وفي الإستجابة لمقتضيات الإنتشار الوبائي بالنظافة والتعقيم وارتداء الكمامات والتباعد، وأهم من ذلك كله هو المبادرة إلى التطعيم، لا سيما وأننا نتعاون يوميا مع وزارة الصحة، ونعمل معا للافادة إلى أقصى الحدود من عطلة الأعياد المجيدة، لتنفيذ حملات التطعيم للمعلمين والتلاميذ بحسب البرنامج المتفق عليه مع وزارة الصحة".
وختم: "أبارك للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية والإحتياجات الخاصة بإطلاق المدارس الدامجة الجديدة، وآمل ان يكون هذا اليوم مناسبة لشحذ الهمم على المستويات كافة من اجل تحييد التربية عن كل المنازعات السياسية، لنحفظ أجيالنا من مخاطر التسرب والفقر والعوز، ونساند الأهل والمعلمين والمؤسسات، لتمرير هذه المرحلة الدقيقة، على أمل بزوغ فجر أكثر إشراقا".
فيديو وشهادات
وتخلل الحفل عرض لأفلام فيديو قصيرة عن الدمج المدرسي، في المرحلتين السابقة والقريبة، وتحدث كل من التلميذة بتول ووالدتها ميرا، وهي من التلامذة ذوي الإحتياجات الخاصة ومنتسبة إلى مدرسة حارة حريك الدامجة الرسمية. والتلميذ موسى ريحان ووالدته مهى وهو من ذوي الإحتياجات الخاصة ومنتسب إلى مدرسة عمر حمد الرسمية الدامجة. وأشار كل منهم إلى الصعوبات التي يعانيها وإلى الدعم الذي يلقاه من اهله ومن مدرسته وزملائه واساتذته المتخصصين. وشددت الأمهات على احتضان المدرسة والمجتمع. وشكروا وزير التربية والوزارة على ما توفره المدارس الدامجة من الإهتمام والرعاية.
واختتم الحفل بتوزيع هدايا تذكارية للتلامذة.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا