راجانا حمية
شهد أول من أمس، استحقاقين انتخابيين نقابيين خاضهما صيادلة لبنان وأطباء الأسنان. أنهى الصيادلة يومهم بانتخاب نقيب و17 عضواً، فيما سقط استحقاق أطباء الأسنان في الجولة الأولى، وألغيت الانتخابات بعد فرز 4 صناديق من أصل 20. بغض النظر عن الاختلاف بين «القواعد» في انتخابات النقابتين وعن الإلغاء المبكر لانتخابات نقابة أطباء الأسنان، إلا أنه من الممكن بناء سردية لما جرى في الاستحقاقين، على الأقل استناداً لقراءات المتابعين.
صحيح أن انتخابات نقابة أطباء الأسنان لم تصل إلى خواتيمها. لكن، قبل أن تلغى، كانت هناك 3 لوائح تخوض الانتخابات: اثنتان مكتملتان وثالثة تتألف من 8 أعضاء من أصل 20. لائحة النقيب السابق الياس المعلوف التي «كانت تتألف من مستقلين والجامعة العربية وجزئياً الجامعة اللبنانية»، ومدعومة من «الثنائي»، ولائحة «منتفضون مستقلون» التي يرأسها دونالد يونس وكانت عبارة عن «ائتلاف يجمع الشيوعي واليسار والقوات وتيار المستقبل والجامعة اليسوعية والـngo’s»، ولائحة «نقابتي ثورتي» غير المكتملة التي ترأسها إميلي الحايك (الكتائب ومستقلون وأحزاب).
ولئن كانت تلك الانتخابات تتشابه في تحالفاتها مع ما يجري في نقابات أخرى، إلا أن ما كان يميزها هو الحضور «الإنجي أوزي»، إذ كان «حزب 7» من المنظمين الأساسيين للانتخابات والداعمين لـ«مستقلون منتفضون»، وهو استطاع مع غيره من «المستقلين» أن يجد الأرضية التي ينطلق منها: «الجامعة اليسوعية التي غالباً ما تكون نقطة انطلاق المستقلين، وتعدّ أساساً في انتخابات النقابة كونها تاريخياً الأولى في تخريج أطباء الأسنان». لكن على رغم ذلك، «لم يشكل هؤلاء علامة فارقة»، بل كانوا أقرب إلى «الظاهرة الصوتية»، بحسب ما بينته النتائج غير الرسمية للصناديق الأربعة التي جرى فرزها قبل حصول الإشكال، إذ «تؤكد أنه من دون تلك الجمعيات وبنفس التحالفات كنا سنحصل على النتائج نفسها».
بغض النظر عن الحضور المكثف لهؤلاء والذي كان سبباً في تطور الهرج والمرج إلى تضارب، يأخذ المتابعون للعملية الانتخابية (إلى حيث توقفت) بعض الملاحظات، خصوصاً لناحية بعض التحالفات التي خالفت المعتاد في الظاهر، ولا سيما «التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر»، فيما كان حزب الله في صف لائحة الياس المعلوف. أما ما يمكن تسجيله أيضاً فهو ما يسنده المراقبون لنتائج فرز الصناديق الأربعة «والتي كان التصويت فيها طائفياً، حيث صوّت المسيحي للمسيحي ولم يصوت للمسلم ولو في اللائحة نفسها». ويدلّل البعض إلى أنه في الوقت الذي يقول فيه العرف بوجود 6 أعضاء مسيحيين و4 مسلمين «كانت حصيلة التصويت 9 مسيحيين ومسلماً واحداً».
أما الأبرز فهو انقلاب الحلفاء على بعضهم واجتماع الأضداد في خندق واحد كالشيوعي واليسار والقوات! وفي المحصلة، أدت تلك «الشربوكة» إلى إلغاء الانتخابات. واليوم، بات المجال مفتوحاً أمام خيارات ثلاثة، بحسب نقيب أطباء الأسنان روجيه ربيز: تحديد موعد جديد «وهو خيار غير جاهزٍ حتى اللحظة»، أو الالتزام بنص المادة 20 من القانون الذي يضع النقابة في عهدة وزارة الصحة، وإما «القرار القضائي في حال تقدم أحد المرشحين بطلبٍ من قاضي الأمور المستعجلة»، وهو ما قام به المرشح دونالد يونس مطالباً بختم الصناديق بالشمع الأحمر وإعادة الفرز ودعوى أخرى قام بها النقيب ربيز أيضاً وسجلها ضد مجهول. واليوم «الأطباء بانتظار قرار من القضاء في ما يخص مصير الانتخابات»، وإن كان «الأرجح هو اللجوء إلى الخيار الثاني»، يختم ربيز.