عمر حبنجر
حرائق الأحراج والغابات تعم لبنان، وحرائقه السياسية تشل قدراته، حرائق الأحراج وراءها الحطابون الباحثون عن وسائل التدفئة المتيسرة، بعد ارتفاع أسعار المحروقات الى ما يتجاوز طاقات أهل القرى في الجبال العالية. وحرائق لبنان السياسية وراءها المتسلطون على الدولة، والمانعون انعقاد مجلس الوزراء، حماية لوزير أحرق علاقات لبنان بأشقائه العرب، وامتنع عن المساهمة في إخماد الحريق، ما حول حكومة رفعت شعار «معا للإنقاذ» إلى حكومة بحاجة لخشبة خلاص تنقذها مما هي فيه، من ضياع ووهن.
على ان المصادر المتابعة، تتحدث عن مساع جديدة، لإزالة العقبات من طريق عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، خلال أيام.
ويبدو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، المتناغم مع طروحات البطريرك الماروني بشارة الراعي حركت بعض السواكن، لأنه لا هو ولا حزب الله بقادرين على تحمل ارتدادات شل الحكومة والمؤسسات على نحو ما هو حاصل.
وسأل البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة قداس الأحد أمس: أي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والإصلاحات والمفاوضات الدولية؟
واعتبر أن «حل الأزمة مع الخليج بشجاعة وطنية لا يمس بكرامة لبنان، بل تعريض اللبنانيين إلى الفقر والعوز والعزلة هو ما يمس بالكرامة والعنفوان والسيادة». وأضاف: «تحليق سعر الدولار هو ما يمس بالكرامة ويذل المواطنين».
ورأى أنه «لا يحق لأي فريق أن يفرض إرادته على اللبنانيين ويضرب علاقات لبنان مع العالم ويشل القضاء ويعطل الحكومة ولا يحق للمسؤولين أن يتفرجوا على كل ذلك ويرجون موافقة هذا الفريق أو ذاك».
وفي السياق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن المملكة لا تعتزم التعامل مع الحكومة اللبنانية حاليا، مكررا دعوة الطبقة السياسية إلى إنهاء «هيمنة» جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران.
وقال بن فرحان لقناة فرانس 24 التلفزيونية، «لا نرى أي فائدة من التواصل مع الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة الزمنية».
وأضاف «نعتقد أن الطبقة السياسية في حاجة للنهوض واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير لبنان من هيمنة حزب الله وبالتبعية إيران من خلاله».
وسط هذه الأجواء، سجل انتشار لعناصر مسلحة لحزب الله على طريق حدث بعلبك - عيون السيمان المطلة على مناطق المتن وكسروان وجرد جبيل، ما اعتبر بمنزلة استفزاز مقصود للقوى المسيحية في تلك المناطق.
وقالت مصادر القوات اللبنانية، إن عناصر الحزب انتشرت باللباس الأسود والسلاح على طريق عيون السيمان والعاقورة من جهة محافظة البقاع، بمناسبة زيارة احد مسؤولي الحزب الى تلك المنطقة لغاية تدشين بئر ارتوازية في أراضي حدث بعلبك.
ووضع عضو كتلة «الجمهورية» القوية النائب شوقي الدكاش أخبار انتشار حزب الله في جرود عيون السيمان وتركيب كاميرات وإقامة حاجز، في عهدة الجيش اللبناني، وطالبه بـ «التحقق من الأمر واتخاذ الإجراءات المناسبة». وأضاف في تغريدة عبر تويتر: «نذكر حزب الله بان طريق سورية وإيران لا ولن تمر من عيون السيمان كما لم تمر طريق فلسطين من جونية».
بدوره نائب جبيل، عضو كتلة القوات اللبنانية زياد حواط، اعتبر ان عراضة القمصان السود لحزب الله لا تخيفنا، لأن من تصدى لجيوش الغزاة، لا تخيفه عراضة إضافية.
على ان رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، العائد من جولة في الولايات المتحدة الأميركية، اعتبر مناورات عيون السيمان، ليست بجديدة، وقال لـ «العربية»: «ان حزب الله يسرح ويمرح على جميع الأراضي اللبنانية، ويمتلك شبكة حضور واتصالات، وبالتالي نحن لم نفاجأ، ونحن نراقب هذه التحركات منذ فترة طويلة»، وما نتمناه أن يكون هناك حضور كثيف للجيش اللبناني في هذه المنطقة بالذات ليكون الحامي والضابط للاستقرار والأمن في لبنان بوجه أي كان».