محمد دهشة
منذ اشهر ومعاناة اكثر من 40 عائلة لبنانية في منطقة الفيلات – صيدا التابعة عقارياً لبلدية المية ومية تتفاقم، بسبب انسداد مجرور للصرف الصحي داخل زاروب الحي الذي يقطنون فيه، رفعوا الصوت مراراً للبلدية لمعالجة المشكلة ووقف الروائح الكريهة التي تزكم أنوفهم، حضرت فرق الصيانة المختصة، غير انها نظفت مجاري الشارع الوسطي في المنطقة ولم تصل أيديهم الى مجرور الزاروب ذاته.
ويقول احد سكان الحي الحاج يحي المصري لـ"نداء الوطن": "مشكلة ما زالت كما هي، والمجرور يلفظ مياهه الآسنة بين الحين والآخر، لم نعد قادرين على التقاط أنفاسنا بسبب الروائح الكريهة التي تفوح منه وتكاد تقتلنا، راجعنا البلدية عدة مرات وجاءت فرقة الصيانة والتنظيف ولكنها لم تفتح هذا المجرور بالذات وبقي على انسداده".
ومنطقة الفيلات التي تقع على كتف مخيم عين الحلوة جرى بناؤها بعد سنوات من الزلزال الذي ضرب صيدا العام 1956، حيث قامت مصلحة التعمير ببناء منازل للذين تضرروا في احياء صيدا القديمة، وقسمتها الى 3 مناطق: التعمير التحتاني والوسطاني والفيلات التي اعتبرت الارقى وخصصت للعائلات الميسورة، ولكنها مع مرور الزمن باتت تشبه اخواتها وتحولت منطقة شعبية تعاني من الفقر والتقصير معاً، وتتبع عقارياً لبلدية المية ومية رغم ان سكانها من ابناء المدينة.
ويقول الحاج السبعيني محمد سكافي: "اقيم في الفيلات بعد الزلزال الشهير عام 1956، معاناة المنطقة طويلة وانسداد المجارير نموذج مصغر عنها، فهي تعاني الحرمان من الخدمات وخاصة الكهرباء والمياه والحفر بالطرقات وسواها. انا مريض وألتزم المنزل منذ فترة واشعر بضيق التنفس نتيجة الروائح الكريهة، وادعو الى انصاف ابناء هذه المنطقة المحرومة وتأمين كل ما يحتاجون اليه من خدمات ضرورية على الاقل".
ولا تقتصر معاناة اهالي الفيلات على الخدمات، فكثير من سكانها لم يحصلوا على سندات التمليك الخضراء بعد حل مصلحة التعمير الرسمية، عقب اندلاع الحرب الاهلية من جهة، وحصول مخالفات في البناء من دون انجاز التسويات المطلوبة من جهة أخرى، بينما الاشد وطأة كان تأثرها بالاوضاع الامنية المتوترة والاشتباكات التي وقعت في مخيم عين الحلوة، حيث تجاوره على مساحة طويلة وعلى امتداد شارع محمد قصب من منطقة النبعة جنوباً الى منطقة البركسات شمالاً، ما دفع الكثير من سكانها للانتقال الى مناطق أخرى.
ويقول ابو محمود حبلي: "كنت اقيم في الفيلات ولكنني انتقلت الى مدينة صيدا منذ اكثر من 10 سنوات تجنباً للاحداث الامنية التي كانت تقع في المخيم، والاهم انها باتت منطقة شعبية ومحرومة من الخدمات المطلوبة التي تزيد من معاناة الناس في الظروف المعيشية الصعبة".
مشروع التعمير
وعلى شاكلة الفيلات، تواجه منطقة التعمير التحتاني حرماناً خدماتياً، تتشابه اوجه المعاناة مع فارق مهم هو بدء مشروع إعادة تأهيل مياه صرف الأمطار والصرف الصحي، كخطوة اولى على طريق إعادة ترميم وتأهيل المباني السكنية من كافة الجوانب الانشائية، وانتهاء بالحدائق والطرقات والذي تنفذه جمعية التنمية للإنسان والبيئة DPNA بتمويل من وكالة التعاون الألمانية، وبإشراف وزارة الطاقة والمياه وبلدية صيدا وبالتعاون مع اليونيسف واستشاري المشروع W.E.T على مدى 5 سنوات.
حظي المشروع بتفاصيله العمرانية برعاية نائبي المدينة بهية الحريري واسامة سعد والفاعليات ومؤسسات المجتمع المدني، نظراً لحاجة قاطنيه الى ضرورة تأهيل وترميم منازلهم في هذه المنطقة الشعبية المكتظة بالسكان، والتي مضى على تعميرها وانشائها عقوداً من الزمن وترهلت.
وأكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ان "رحلة الخمس سنوات من العمل في تعمير صيدا قد بدأت، لان المنطقة تعنينا وتحظى باهتمامنا ونسعى لاعادة ترميم المباني، وتأهيل الملاجئ، وتعميم إنارة الشوارع، وتنظيم مواقع مستوعبات النفايات وغيرها من مطالب أهلنا في المنطقة".