دموع الأسمر - الديار
هل فعلا ستجري الانتخابات النيابية في موعدها، ام ان ما يطرح في الاوساط السياسية ليس سوى فقاقيع صابون تكاد تتشابه مع قصة البطاقة التمويلية التي اختفت قصتها عن الاضواء بين يوم وليلة؟!..
لا يخفى على أحد ان الاجواء السائدة في البلاد حاليا تضع مصير الانتخابات النيابية او البلدية على المحك، لكن لا تمنع هذه الاجواء القوى السياسية من اللعب على تقطيع الوقت لاظهار مدى حرصهم على الشفافية وعدم تجاوز الدستور اللبناني، لكن وفق مراجع شمالية ان ما يعيشه لبنان من ازمات لا يسمح باجراء اي انتخابات خصوصا وان السلطة الحالية عاجزة عن توفير ابسط حقوق المواطنين من اجراء معاملات رسمية او اي معاملات اخرى.
وتكشف اوساط شمالية ان اجواء طرابلس السياسية لغاية اليوم، لا توحي باقتراب اي معركة انتخابية باستثناء الانتخابات النقابية خصوصا ان كل معالم التحالفات حتى الساعة غير واضحة، اضافة الى ان اجواء الطبقة الناخبة تعيش حالة من التململ والتشويش بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة ابرزها قضية الكهرباء والاشتراك في المولدات الخاصة التي وضعت المواطنين في قعر الجحيم نتيجة الفواتير الباهظة والتي فاقت اسعارها حدود الرواتب الشهرية بكثير.
واكدت الاوساط ان الطبقة السياسية الطرابلسية فشلت حتى الساعة في تنفيذ وعودها خصوصا لجهة توفير ثماني ساعات من كهرباء الدولة بل ان هذه الساعات انخفضت لدرجة انها تغيب لاكثر من يومين واكثر تؤدي في معظم الاحيان الى انقطاع المياه عن المنازل لايام يضطر حينها المواطنون الى شراء المياه او جلبها من قرب خزانات عمومية.
اضافة الى المشاكل التي يواجهها الاهالي في المدارس الرسمية حيث اضطرت بعض العائلات الى عدم تأمين النقليات لاولادها عبر الباصات بسبب ارتفاع الاسعار والتي تجاوزت رقما قياسيا وامور اخرى تتعلق بحرمان معظم المواطنين وخصوصا فقراء المدينة الذين يعجزون عن شراء الدجاج واللحوم والبيض والالبان والاجبان والفواكه وغيرها ويكتفون يوميا بتناول الحبوب والخبز عدا عن معاناة الطبابة وتوفير الادوية التي اصبحت اسعارها مرتفعة جدا.
لهذه الاسباب واكثر من ذلك فان التيارات السياسية الطرابلسية ارتأت الغياب عن المشهد وترك الناس ومعاناتهم وفي حال تم تحديد الانتخابات النيابية فان المعركة لن تكون سهلة لأي منهم، خصوصا وان ابتعادهم عن الساحة الطرابلسية طيلة الازمات المعيشية ولد احتقانا كبيرا لا يخفى على احد.
لذلك فان كلاما كثيرا يقال حول الانتخابات ابرزها ان الاجواء السائدة في البلاد لا تشجع على تقريب الموعد وان كل ما يتم تداوله ليس سوى اشغال المواطنين ببقعة امل اخرى بعد وعود اطلقت حول البطاقة التمويلية وها هو الدعم بات مرفوعا عن المشتقات النفطية ولم تظهر اي بادرة اخرى، ولا هذه البطاقة التي اصبحت قصتها من الماضي.
وفي المجالس الشعبية الطرابلسية من يترقب الانتخابات النيابية لمحاسبة الطبقة السياسية على تجاهلها لاوجاع ومعاناة المواطنين المتروكين لقدرهم يصارعون الفقر والجوع وفي بالهم احداث تغيير مهما كان حجم هذا التغيير...