ابتسام شديد - الديار
لطالما وصفت علاقة بعبدا وحارة حريك بالعلاقة السياسية النموذجية العابرة للأزمات الكبرى والتوترات، الا ان قضية تنحية القاضي طارق البيطار أظهرت الإختلاف بين الطرفين وهددت بتفجير الوضع بينهما، فللمرة الأولى يظهر التباعد بين حزب الله وبعبدا على هذا الشكل على خلفية الموقف من قضية البيطار. فحزب الله يعتبر ازاحة البيطار مسألة استراتيجية ويقود الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بنفسه معركة تنحيته عن التحقيق، اذ يرى الحزب ان هناك عملية استهداف له في التحقيق ورأسه على المحك في قضية انفجار مرفأ بيروت، متهما المحقق العدلي بتسييس التحقيق وأخذه في اتجاه واحد.
بالمقابل، يرى الفريق المقرب من بعبدا ان حزب الله ذهب بعيدا في قضية تنحية البيطار، حيث كان يمكن الركون الى أساليب وطرق قانونية لحل أي إشكالية، كما ان حزب الله رفع سقف المواجهة في موضوع ازاحة البيطار في جلسة مجلس الوزراء إضافة الى استيائه من طريقة مخاطبته مع الرئيس.
وفق مصادر سياسية، فان رئيس الجمهورية يحاول قدر الإمكان تجنب الصدام مع حليفه الشيعي، الا ان الأمور تبدو خارجة عن السيطرة، فحزب الله متشدد ما دام الأمر يتعلق بقضية مرفأ بيروت، ويعتبر ان هناك استنسابية وعملية تسييس للتحقيق.
الخلاف المستجد بين بعبدا والتيار مع الحزب هو الأكبر من دون شك بعد ان خرجت الأمور في الشارع عن السيطرة في منطقة الطيونة ومحيط عين الرمانة والشياح ومع سقوط قتلى وجرحى، ولم يعد يخفى من مواقف حزب الله انه يعتبر ان يشجع ويدعم موقف القاضي البيطار، الا ان الخلاف من المرجح ان ينتهي عاجلا او آجلا من دون ضجيج، بيد ان التداعيات سوف تترك تأثيراتها وتداعياتها على مستوى القواعد الشعبية على أبواب الاستحقاقات المقبلة.
على الرغم من التأزم السياسي بين الطرفين وتداعيات حادث الطيونة واصرار رئيس الجمهورية على التمسك بالقاضي طارق البيطار، فان الخطوط بقيت مفتوحة بين بعبدا وحارة حريك لمعالجة الاشكاليات ومنع تمددها، خصوصا ان حزب الله يعتبر نفسه مستهدفا وسقط له شهداء في عملية القنص ، كما انه يحمل كما ورد في بيان الثنائي الشيعي مسؤولية ما جرى لحزب «القوات اللبنانية».
وفق المصادر، فان المعالجة جارية للملمة الشارع، لكن رئيس الجمهورية كما تقول المعلومات مصرّ على بقاء المحقق العدلي، كما يرى ان المعالجة لا تحصل بالقوة والاستقواء من أي فريق أتى، بل بالطرق القانونية عبر القضاء.