الديار
بانتظار الوفد الاميركي الذي يبدا جولته الخميس المقبل في بيروت، يطل ملف استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية براسه من جديد بعدما بات مؤكدا ان ما سيصل الى لبنان هو غاز اسرائيلي بحكم التداخل في عملية الاستجرار بين الدول الثلاثة، وسيكون هذا الملف على طاولة البحث بين الرئيسين عون وميقاتي اضافة الى ملف ترسيم الحدود البحرية حيث ينتظر الاميركيون اجوبة حاسمة حيال الملفين ويعتبرانهما انجازا للادارة الجديدة في واشنطن، فما الذي سيكون عليه الموقف اللبناني؟
«الغاز» الاسرائيلي بين ميقاتي وعون؟
وفي هذا السياق، علمت «الديار» من مصادر مطلعة على معطيات هذا الملف، ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سمع كلاما واضحا من الملك الاردني عبدالله الثاني باستحالة الفصل بين الغاز الاسرائيلي والغاز المصري، وكذلك كان واضحا باستفادة بلاده من هذا الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية في الاردن والذي سيتم تزويد لبنان منه، وهذا يعني انه بات من المؤكد بان كل ما اوردته وسائل الاعلام الاسرائيلية في هذ الصدد كان صحيحا لجهة سكوت الطرف اللبناني عن الاستفادة من الغاز الاسرائيلي تحت وطأة الحاجة للكهرباء، وعدم اغضاب الاميركيين الذين نسجوا هذا المخرج لمنافسة امدادات النفط الايرانية الى لبنان. ووفقا للمعلومات سيبلغ ميقاتي اليوم قبيل جلسة الحكومة رئيس الجمهورية ميشال عون بنتائج محادثاته «الغازية» في الاردن، ومن غير المعروف حتى الان ماهية المخرج الذي سيتم الاتفاق عليه بين الرجلين لتبرير المضي في المشروع، خصوصا ان البدائل تبدو صعبة للغاية ولا يريدان تحمل عواقب منع استجرار الكهرباء في وقت تغرق البلاد في العتمة، وكذلك اغضاب الاميركيين الساعين لانجاح هذه الخطوة باعتبارها «تطبيعا» مواربا سيبنى عليه لاحقا خصوصا ان لبنان واسرائيل مقبلان على العودة الى طاولة التفاوض غير المباشر حول ترسيم الحدود البحرية، وترغب واشنطن بالتواطؤ مع تل ابيب بمراكمة خطوات تعزيز الثقة مع بيروت، بعدما بات واضحا ان جزءا من القيادات السياسية «مرعوبة» من العقوبات الاميركية وتخشى على مصالحها السياسية والاقتصادية في الداخل والخارج.
انتصارات اميركية «وهمية»!
وفي هذا السياق، ينقل زوار السفارة الاميركية في بيروت عن السفيرة دوروثي شيا تاكيدها ان بلادها تحقق تقدما على طهران وحزب الله في بيروت من خلال ملفين الاول استجرار الغاز من مصر والاردن، والثاني منع تعديل الحدود البحرية «ودفن» الخط 29 والعودة للتفاوض على اساس الخط 23. في المقابل ترى اوساطا سياسية مطلعة ان عوكر تخوض معارك وهمية وتدعي تحقيق انتصارات غير واقعية لان حزب الله ليس طرفا في النزاع الحدودي البحري، وليس الطرف المعني بحسم ملف الغاز، علما ان ثمة جهات تسعى لاستدراجه الى «الحلبة» لتحميله مسؤولية ملفات لا يديرها بنفسه وسبق واعلن انها مسؤولية الحكومة والدولة اللبنانية التي عليها اتخاذ خيارات حاسمة في ملفي الغاز والحدود لا ان تبقي الامور مبهمة وخاضعة للتاويل، مع العلم ان المعنيين مضطرين لاعطاء اجوبة خلال ايام مع قرب وصول «الوسيط» الاميركي الجديد الى بيروت.
لا غاز عربي نقي؟
وفي هذا السياق، وبعدما تحدثت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية عن توقف محطات توليد الطاقة الكبيرة في لبنان عن العمل نهاية الأسبوع الماضي، اشارت الى ان الإدارة الأميركية تقوم بحياكة مشروع نقل الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان بشكل منظم وعلني، لكن الغاز المصري «مختلط» بالغاز الإسرائيلي، والكهرباء الأردنية يتم إنتاجها بواسطة الغاز الإسرائيلي. ولا طريقة للفصل بين الغازين، وهو امر تعرفه الحكومة اللبنانية وبات بمثابة «لغم وطني»، لانه لا يمكن نقل غاز عربي «نقي» إلى لبنان، بحسب «هارتس»!
اسرائيل تبحث عن «الثمن»؟
وفي السياق نفسه، اكدت القناة الإسرائيلية 12 إن الغاز المعد للنقل من مصر إلى لبنان عبر سوريا ما هو في الواقع سوى غاز إسرائيلي. واكدت ان كافة الأطراف الضالعة في الموضوع تدرك هذه الحقيقة ولا أحد يتحدث عنها علانية، وتطرق التقرير الإسرائيلي عند هذه النقطة، إلى النتائج المترتبة على هذه الخطوة، من الناحية السياسية والفعلية، ناهيك عن الثمن الذي يتوجب على إسرائيل أن تطالب به لقاء دورها في إنارة لبنان.؟!