الاتفاق مع ايران منزوع من النووي... ماذا عن الولايات المتحدة؟
الاتفاق مع ايران منزوع من النووي... ماذا عن الولايات المتحدة؟

خاص - Wednesday, September 29, 2021 7:00:00 AM

كريم حسامي

 

تسلسل الأحداث يظهر عادة عدداً كبيراً من الحقائق التي تبقى مخفية على الرأي العام لفترة طويلة، وهذا ما يمكن استنتاجه من علاقات دول العالم مع إيران.

 

هذه العلاقة التي كانت ولا تزال تشوبها المغالطات، بين أنها حليفة لدول مثل الصين وروسيا وأوروبا التي تعامل طهران كعدوة معظم الوقت وأميركا التي تعتبرها ايران العدو الكبر... وثم نستدرك انه تم التوصل الى اتفاق بينهم.

 

ولفهم سبب هروة الدول التي تخاصم طهران على السطح فقط مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية، يجب النظر الى المصالح الاقتصادية الكبيرة جداً بين هذه الدول و ايران فضلاً عن المصالح الميدانية العسكرية والسياسية والدينية.

 

كل هذه المصالح والعوامل مجتمعة أوصلت الى الاتفاق النووي لعام 2015 التي تريد ادارة بايدن العودة اليه مثل الدول الأوروبية وروسيا والصين، وذلك من اجل اعادة تنشيط اقتصادات كل الدول

المعنية بالاتفاق بغض الطرف عن الحروب التي تسببها الدول في انحاء مختلفة من العالم، خصوصا في الشرق الاوسط.

 

التصدير الى الولايات المتحدة

كما أي دولة تصدّر بضائع تنتجها الى الدول الخارجية، لدى إيران فائض في هذا المجال عبر تصدير نفطها بشكل أساسي إلى عدد لا بأس به من الدول.

 

فالجمهورية الاسلامية تصدّر نفطها للكوريتين الشمالية والجنوبية، اليابان، الصين، روسيا، الهند، العراق، سوريا، لبنان، تركيا، دول الاتحاد الأوروبي، فنزويلا، كوبا، والأهم من كل هذه الدول هي  الولايات المتحدة.

 

ولدعم هذه النقطة المثيرة، كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الولايات المتحدة استوردت شحنة نادرة بلغ حجمها 1.033 مليون برميل من الخام الإيراني رغم العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني.

وأظهرت بيانات على موقع إدارة معلومات الطاقة أن الشحنة تم استيرادها في آذار الماضي، وهي ثاني استيراد للولايات لنفط من إيران منذ أواخر عام 1991.

وتدل البيانات أنه تم استيراد 33 ألف برميل في اليوم في آذار الماضي أي أكثر من مليون برميل في الشهر المذكور (33 ألف برميل يوميا * 31 يوم).

وتم تسجيل الشحنة في بيانات إدارة معلومات الطاقة، الصادرة نهاية الأسبوع الماضي، والتي تغطي الشهر الذي أعقب مصادرة السلطات الأمريكية ناقلة النفط "أكيلياس" التي كانت ترفع علم ليبيريا، والتي كانت تنقل نفطا خاما إيرانيا.

وتبلغ صادرات النفط الإيرانية حوالي 2.3 مليون برميل يوميا (بحسب تقديرات حزيران 2020) وتشتري الصين وحدها نحو 650 ألفا يوميا من مجمل تلك الصادرات.

في السياق، ما تفعله طهران في لبنان من إرسال المازوت ليس إلا جزء صغير جدا من سياستها الاقليمية والدولية ضمن لعبة الامم التي تديره أميركا وإسرائيل.

لا للاستخفاف

للأسباب أعلاه، يجب عدم الاستخفاف بإيران حتّى لو اختلفنا معها سياسيا وعقائديا وثقافيا، فهي قوى اقليمية-دولية لها قيمة في المنطقة وكلمتها مسموعة كما أفعالها وكانت الامبراطورية الفارسية ذات يوم وها هي تُكرر نفس السيناريو اليوم كإمبراطورية "إسلامية".

 

فجميع الاطراف تتظاهر على انها تختلف بين بعضها البعض فيما الواقع مختلف وبعضه الاكبر ظاهر والمهم فيه خفي كجبل الجليد، والدليل الاكبر لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون بوزير الخارجية الايرانية عبداللهيان خلال زيارته العراق وتسليمه دعوى لزيارة فرنسا، فضلا عن زيارته مناطق عراقية بحماية إيرانية... مثلما تدير اسرائيل اللعبة.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني