لم تتكشف بعد كل خفايا شحنة نيترات الأمونيوم التي ضُبطت في بعلبك أول من أمس، وتبين أنّ نسبة تركيز الآزوت فيها تبلغ 34.7 في المئة، وهي النسبة نفسها التي كانت في الشحنة التي أوصلتها الباخرة روسوس إلى مرفأ بيروت لتنفجر في الرابع من آب، فيما تبين أن علاقة تجارية قديمة تربط صاحب الشحنة بالأخوين إبراهيم ومارون الصقر اللذين يعملان في تجارة الأسمدة الزراعية والمحروقات، وأُبقي مارون الصقر محتجزاً رهن التحقيق.
ضبطت القوى الأمنية، فجر السبت، شاحنة محمّلة بـ 20 طُنّاً من نيترات الأمونيوم في شركة تعمل في مجال الأسمدة الزراعية في الطريق المؤدي إلى بلدة إيعات (بعلبك) فجر السبت. المعلومات الأولية رجحت أن تكون النيترات للاستخدامات الزراعية، لكنّ فرار صاحب البضاعة سعدالله صلح ومدير المشتريات في المستودع أحمد الزين عزز الشكوك.
وبعد إرسال عيّنات إلى المختبرات الجنائية لتحديد نسبة تركيز الآزوت في النيترات، طلب وزير الداخلية بسام مولوي من رئيس مكتب المختبرات الجنائية التابع للشرطة القضائية إصدار النتيجة بساعة واحدة بدل 48 ساعة، ليتبيّن أن نسبة الآزوت في النيترات تعادل 34.7 في المئة وهي النسبة نفسها التي كانت في نيترات الأمونيوم التي انفجرت في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت في الرابع من آب من العام الماضي.
وبعد نقل الشاحنة إلى سهل بلدة بدنايل بعيداً من المناطق السكنية توجه المولوي إلى المنطقة لمعاينة الشحنة المضبوطة، وأوقف ثلاثة أشخاص على ذمة التحقيق. وبعد تولي الشرطة القضائية التحقيق بداية، أحيل الملف إلى فرع المعلومات للتوسع في التحقيق بإشراف القاضي منيف بركات. القوى الامنية داهمت مستودع صلح في ايعات وتم العثور على فتائل تستعمل في الكسارات والمقالع ما يطرح فرضية استعمالها في تفجير الصخور، الا أن فرع المعلومات لا يزال يحقق في الامر باشراف القضاء المختص لكشف كل التفاصيل. ولم يعثر على نيترات بالتركيز العالي نفسه سوى تلك المضبوطة.
فيما تبين أن علاقة تجارية قديمة تربط الصلح بالأخوين مارون وإبراهيم الصقر (الأخير مسؤول في القوات اللبنانية) اللذين يتعاملان تجارياً بالنيترات والأسمدة. علماً أن القوى الأمنية كانت قد ضبطت لدى الأخوين صقر أخيراً ملايين الليترات من المحروقات في خزانات خُبئت تحت الأرض في محيط مدينة زحلة.
واستُدعي مارون الصقر للاستماع إلى إفادته في فرع المعلومات أمس، بحضور وكيله المحامي جورج خوري، وأُبقي محتجزاً رهن التحقيق. وأوضحت مصادر أمنية أنّ أكياس النيترات التي ضُبطت في الشاحنة كانت مغطاة ببالات من التبن بشكل يوحي وكأنّها أخفيت لتُهرّب. وبحسب المعلومات، فإن الصقر لم يُنكر وجود علاقة تجارية مع صلح، مؤكداً أنّه يبيعه النيترات التي تُستخدم كسماد للمزروعات، نافياً أن يكون قد باعه شحنة العشرين طناً ذات التركيز 34.7. غير أنّ مصادر قضائية تحدثت عن وجود فاتورة تُثبت أنّ الصقر باع صلح النيترات، فيما قالت مصادر التحقيق إنّ وجود الفاتورة لا يتضمن نسبة تركيز الآزوت في النيترات المباعة.
المعلومات التي يسعى المحققون إلى كشفها تتعلق بتحديد مصدر النيترات وكيفية دخولها إلى لبنان والبيان الجمركي الذي يُبيّن بإذن من دخلت على اعتبار أنها مواد محظورة وتحتاج إلى إذن وزارتي الداخلية والدفاع.
كذلك تم الاستماع إلى إفادة غالب صلح ابن صاحب البضاعة فنفى معرفته بتفاصيل عمل والده، وأن ما يعرفه هو أنّ والده يشتري النيترات من مزرعة الأخوين مارون وإبراهيم الصقر في رياق.
وذكرت المصادر الأمنية أنّ صلح قرر نقل النيترات من المستودع لأنه كان خائفاً من انكشاف أمره، مشيرة إلى أنّ مخبراً وشى به في اليوم الذي حمّل النيترات لتُضبط الشاحنة أثناء انتقالها.
أما عن ربط النيترات المضبوطة بتلك التي كانت مخزنة في العنبر رقم 12، فأشارت المصادر الأمنية إلى أنّ الأكياس المعبأة فيها مختلفة. كذلك ذكرت أنّ الخبير الكيميائي بإمكانه تحديد العمر التقديري للنيترات المضبوطة، مشيرة إلى أنّ المعلومات الأولية تُفيد أنها موجودة لديه منذ ثلاث سنوات.