يكاد المتابع للحَراك الانتخابي في "بيروت الثانية" يملّ من شدّة الجمود اللاحق في هذه المنطقة، على الرغم من التعددية الحزبية والطائفية والثقافية لها. إلا أنه يمكن تسجيل عدة مؤشرات، منها ما يتعلق بالظروف العامة للتحضيرات الانتخابية على صعيد البلد وتأثيرها على هذه الدائرة، ومنها ما يتعلق بخصوصيتها.
وعليه، يمكن رصد الاتجاهات الاساسية للوائح المفترضة لهذه الدائرة، كالتالي:
- لائحة "المستقبل" والحزب الاشتراكي، وفيها بعض الاسماء الاولية القديمة والجديدة، فبالإضافة الى الرئيس سعد الحريري، الرئيس تمام سلام (او نجله)، رولا الطبش، نبيل بدر، مروان سلام، عمر موصلي، حسان قباني، سُنياً، النائب نزيه نجم، ارثوذكسياً، النائب السابق باسم الشاب إنجيلياً، ومرشح الاشتراكي درزياً.
- لائحة "الثنائي الشيعي" المتحالف مع "التيار الوطني الحر" و"جمعية المشاريع"، والنواب "الثوابت" محمد خواجه، عدنان طرابلسي، ومرشحين، ارثوذكسي وإنجيلي، للتيار الوطني الحر.
- لائحة النائب فؤاد مخزومي، ولم يبرز أي إسم معه ضمن اللائحة حتى الساعة، باستثاء سعد الدين خالد المرجح عودته الى اللائحة،
- لائحة تحالف شربل نحاس ونجاح واكيم وبعض المجموعات اليسارية، وفيها ابراهيم الحلبي، عمر واكيم.
- المجتمع المدني وهي 3 لوائح حتى اللحظة،
ولوائح أخرى يتم التحضير لها وقد تبصر النور قريباً، وقد لا تبصر النور أيضاً، نتيجة الظروف القاسية لهذا الاستحقاق.
وإزاء هذه المشهدية، تبقى لائحة "الثنائي الشيعي" وحلفائه الأكثر وضوحاً وتماسكاً، إن من ناحية الوجوه المفترضة لها، أو لناحية "البلوكات" الجاهزة للاقتراع، وهي بسوادها الاعظم أصوات شيعية.
أما باقي اللوائح، فهي شبه فارغة حتى الساعة، أو أنها تدور في فلك اسم واحد يُشكل حجز الزاوية لها، كلائحتي الحريري والمخزومي، مع بعض الاسماء الاولية. بالمقابل هناك أسماء حاضرة ولها حيثيتها إنما لم تتبلور بعد مسألة التموضع داخل لوائح، أو تشكيل لوائح فيما بينها، ومنها عماد الحوت (الجماعة الإسلامية)، حسن سنو، سعد الدين الوزان، مصطفى بنبوك، زينة المصري، معروف عيتاني، سُنياً، يوسف بيضون، ابراهيم شمس الدين شيعياً، ميشال فلاّح، خليل برمانا، أرثوذكسياً.
وفي هذا السياق، يمكن التوقف عند 3 امور، الاول تشتت اصوات "الثورة" والمجتمع المدني. ففي حين كانت "بيروت مدينتي" تشكل "الفزاعة" للاحزاب التقليدية، يبدو أنها لم تعد كذلك، والوقائع تشير الى 3 مجموعات -على أقل تقدير- تتنازع على الشريحة البيروتية المنتفضة، إذا صحّ التعبير.
الثاني، هو الحضور المسيحي "القواتي" تحديداً حيث ظهرت "صحوة" مسيحية تلقّفتها القوات اللبنانية، إن عبر عملها المباشر مع الشارع والنُخب، وإن عبر ردات فعل لاصوات مسيحية خابت آمالها من خياراتها السابقة، والتي كانت تقترع للمستقبل او التيار الوطني الحر، فاقتربت اليوم أكثر من "القوات".
تبقى مسألة إسقاط الاسماء على هذه اللوائح الاولية، مسألة فيها الكثير من الضبابية، مع بعض الاستثناءات الواضحة منذ اليوم، كما سبق وذكرنا بعضها، عِلماً بأنه في السياسة اللبنانية -والانتخابية تحديداً- لا شيء محسوم حتى ربع الساعة الاخير.