سلم وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي مهمات الوزارة من الوزير السابق الدكتور طارق المجذوب في احتفال أقيم في مكتب الوزير، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، المديرة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري، رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا، وجمع من الإعلاميين.
المجذوب
وقال المجذوب: "إن التسليم والتسلم عملية قد تجوز الآن في كل الوزارات إلا في وزارة التربية والتعليم العالي، لأن قضية التربية تتجاوز حاليا صلاحيات هذه الوزارة وإمكاناتها في ظل أزماتنا العديدة المتداخلة - أزمة صحية كبرى مقرونة بأزمة مالية نقدية سياسية، ومصحوبة بسيل من الأزمات الصغرى الأخرى. فعلى التربية أن تصبح الآن قضية لبنان السامية الأولى، بعدما أرخت كورونا بثقلها عليها وأمعنت السياسة في إفسادها لعقود".
وأضاف: "إن القضية الأساسية تقوم الآن على تحقيق العدالة التربوية في خضم بحر هذه الأزمات، عبر ردم الهوة التعليمية التي تتسع منذ اعوام، لأن من حق كل تلميذ أو طالب مقيم على الأراضي اللبنانية أن يحصل على تعليم نوعي مرن ومدرسة حديثة وإدارة متنورة ومعلم مستقر".
وتابع: "إن الاستقرار المالي والوظيفي للأستاذ أو المعلم بكل مسمياته (في الملاك أو التعاقد أو الاستعانة) أساسي لانطلاق السنة الدراسية أو الجامعية، وكذلك الاستقرار المالي أساسي للإداري والأهل والقيمين على المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات. وهذا ما سعينا إليه منذ اليوم الأول في الوزارة.
لقد تصدت الوحدات الإدارية في الوزارة خلال الفترة الماضية للعديد من التحديات التربوية، فكان آخرها إجراء الامتحانات الرسمية، على رغم سيل الانتقادات الشعبوية، وكان إطلاق الخطة الخماسية وخطة العودة إلى المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات، على رغم الصعوبات العديدة".
وقال: "أنجزت الوزارة واجبها أو فرضها، تربويا ومناهج، كما ذكرنا في مؤتمر إطلاق خطة العودة إلى المدارس والثانويات. وعملت وزارة التربية والتعليم العالي على توفير المازوت بالسعر المدعوم إلى عدد من المعاهد والمدارس والثانويات، الرسمية والخاصة، وكذلك وفرت مجانا، بدعم من الجهات المانحة، كما السنة الماضية، كتاب المركز التربوي للبحوث والإنماء لكل مراحل المدارس والثانويات الرسمية، وهي توفره حاليا، بدعم هذه الجهات، للمدارس والثانويات الخاصة التي تعتمد هذا الكتاب. ووفرت ايضا، بدعم من الجهات المانحة أيضا، القرطاسية للمرحلتين الأولى والثانية في المدارس الرسمية، وهي تؤمنه حاليا، بدعم هذه الجهات، إلى كل المدارس والثانويات الرسمية، وعدد من المدارس والثانويات الخاصة.
وتعمل وزارة التربية والتعليم العالي على توفير مادة البنزين للإداريين والأساتذة، بالتعاون مع الجهات المانحة ووزارتي الطاقة والمياه والداخلية والبلديات وهناك إيجابيات في هذا الخصوص".
وأضاف: "لقد أهملت التربية في لبنان لعقود خلت، وخدمت السياسة والسياسي بدل أن تكون السياسة والسياسي في خدمة التربية. فسعينا منذ اليوم الأول في الوزارة إلى إبعاد السياسة والسياسي عن شؤون التربية والتعليم العالي، ففشلنا أحيانا، ونجحنا أحيانا أخرى. إلا أننا لا نندم على أي قرار اتخذناه، فتقويم القرار وتقديره يكون بوقائعه وظروفه. وستثبت الأيام صدق نوايانا وصحة الخيارات.
لقد أرقت التربية جفوننا، إلا أنها تستحق منا سهر الليالي. فالتربية بالنسبة إلينا، كما إليكم يا معالي الوزير، أولوية الأولويات وقضية لبنان السامية الأولى. فمن خلال التربية يمكن النهوض بالإنسان اللبناني والبلد من كبوته.
وتابع: "تتعاظم الصعوبات التي تواجه انطلاق السنة الدراسية أو الجامعية، إلا أن الإرادة تزحزح الجبال، كما يقال. وندعو الجميع من وزارات ومؤسسات عامة وبلديات الى الوقوف إلى جانب الوزارة ومعالي الوزير لدعم انطلاق السنة الدراسية".
وقال: "نسلمكم، يا معالي الوزير، وزارة تزخر بعدد لا بأس به من الموظفين الأكفياء.
نسلمكم تربية حاولنا، كفريق عمل في الوزارة، إنقاذها من جائحة كورونا ومن السياسة اللبنانية ومحاصصاتها.
نسلمكم مدارس وثانويات رممت وجهزت.
نسلمكم 122 مؤسسة تربوية جهزت بألواح الطاقة الشمسية.
نسلمكم منصة ألكترونية غنية بالموارد التربوية، مشتركة بين الوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء.
نسلمكم نحو 60 ألف جهاز iPad للمدارس الرسمية، وبضع آلاف من الحواسيب المحمولة.
نسلمكم مطلب إلغاء الشهادة المتوسطة (البروفيه) مقرونا باعتماد التقويم التربوي، لأنه لا يمكن هذه الشهادة أن تبقى رهينة التقلبات السياسية والحياتية والمناخية.
نسلمكم مشاريع أنجزت ولم تفتتح، ومشاريع قيد الإنجاز.
باختصار شديد، نسلمكم يا معالي الوزير حزمة من المشاريع والاقتراحات والملفات التي تتطلب متابعتكم".
وختم: "يحلو لنا في ختام كلمتنا هذه أن ننحني أمام تضحيات المربين والأساتذة والأهل والتلامذة ومديري المؤسسات التعليمية والطلاب في هذا الزمن الصعب، وأن نشكر من صميم القلب كل مدير عام أو رئيس مؤسسة مرتبطة بالتربية أو مدير أو رئيس مصلحة أو دائرة أو موظف أو متعاقد في وزارة التربية والتعليم العالي أو المؤسسات المرتبطة بها ساعد على التخفيف من وقع الأزمات المتلاحقة على التربية والتعليم العالي. فتحية إكبار لكم جميعا، فردا فردا. وفقكم الله يا معالي الوزير في مهمتكم الجلل. وشكرا لمكونات العائلة التربوية".
الحلبي
وقال الوزير الحلبي: "يسرني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم، لأتسلم الوديعة من سلفي معالي الوزير الدكتور طارق المجذوب، شاكرا إياه على عمله الدؤوب وعلى جهوده البناءة التي بذلها من دون توقف في أحلك الظروف التي عاشها هذا البلد الحبيب، لبنان، فلك منا وللعاملين معك، كل التقدير.
ويطيب لي في هذه اللحظات أن أتسلم الأمانة التي قبلت تحمل مسؤولياتها، لا لجاه أو منصب، بل خدمة لوطني، وإيمانا مني بأن التربية هي حجر الزاوية في بناء الأفراد والمجتمعات، كما يقول أحد المفكرين ان الحاجة الأولى للشعوب بعد لقمة العيش، هي التربية".
وأضاف: "القطاع التربوي، كما تعلمون، واجه ويواجه تحديات جساما، منها المتراكمة منذ اعوام، ومنها المستجدة بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي نعانيها. ومعالجة ذلك لن تكون بين ليلة وضحاها، فأنا لا أملك عصا سحرية، ولن أطلق الوعود البراقة، بل أعدكم بالعمل ليل نهار، متعاونا معكم ومع أصحاب الاختصاص ومع أقطاب الأسرة التربوية جميعا لتذليل الصعوبات ولتحسين القطاع التربوي.
وأضاف: "تكمن أولى الصعوبات في توفير العودة الآمنة الى السنة الدراسية في القطاعين العام والخاص، وما فيها من توفير المستلزمات التي يحتاج اليها الطلاب والتي يعجز الأهل عن تلبيتها بسبب الارتفاع الهائل لأسعار الكتب والقرطاسية، ناهيك بإعادة تأهيل المدارس وتجهيزها، وتوفير مادة المحروقات، والنقل، والاهتمام بالصحة النفسية لأولادنا الذين أمضوا سنتين بعيدا من مقاعد الدراسة، إلى جانب متابعة أوضاع التلامذة المنتسبين الى عائلات فقيرة وذوي الحاجات الخاصة.
وإلى هذه التحديات، تبرز المسؤولية الأولى وهي العناية بالهيئات التعليمية في القطاعين العام والخاص، فالمعلم هو صانع الأجيال إلى جانب الأهل. وأساتذتنا اليوم مع عائلاتهم، هم بأمس الحاجة إلى دعم الدولة وإلى الرعاية والتفهم والاحتضان.
وبعد هذه التحديات تأتي مهمة تعديل المناهج لتحاكي المناهج الريادية في التطور والاطراد المعرفي والتكنولوجي في العالم، عبر تنفيذ الخطة الخمسية التي أطلقتها الوزارة في مناسبة مرور عام على انفجار مرفأ بيروت الذي خلف من المآسي ما يعجز لبنان عن لملمته منفردا، وهو يحتاج الى مساعدة المنظمات الدولية التي لم تتأخر عن ذلك وفي مقدمها اليونيسف واليونسكو والمعهد الدولي للتخطيط التربوي والبنك الدولي وغيرها.
أما التحدي الأبرز فيكمن في العناية والسهر على هذه الوزارة وهيكليتها لتستمر في العطاء وفي تأدية الخدمات، بدءا من العناية بأوضاع الموظفين، والاهتمام بالمديريات والمراكز التابعة للتربية والتعليم العالي، التعليم المهني والتقني والمركز التربوي للبحوث والانماء والجامعة اللبنانية التي هي صرح وطني وعلمي جامع وفسحة انصهار وحوار وطني وإسلامي - مسيحي، وصولا إلى الجامعات الخاصة التي تحتاج، بدورها، الى نظرة تقويمية شاملة، بهدف ضمان جودة التعليم العالي، عبر العمل على وضع استراتيجية واضحة للتعليم العالي".
وختم: "الوضع صعب جدا، لا بل كارثي، لكن إرادتنا بالنهوض وبالعمل سويا هي وحدها التي تشكل جسر خلاص للقطاع التربوي ولوطننا لبنان الذي كان قبلة أنظار الشرق والعالم بصروحه التربوية والجامعية وبجودة التعليم فيه، كما بتعدده وتنوعه الديني والثقافي. ألا أعاننا الله جميعا على متابعة المسيرة للنهوض بهذا الوطن الذي "إن زال، زالت الحضارات".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا