جهاد نافع - الديار
يستمر مسلسل الاذلال امام محطات البنزين في الشمال من البترون مرورا بطرابلس وصولا الى اقصى عكار...
سؤال واحد يطرحه المواطن: اين الدولة؟... ولماذا تترك مواطنيها رهينة اصحاب محطات البنزين الذين يذلون الناس؟؟؟...
يقول مواطنون يقفون في طابور الذل امام محطة في البترون ومحطات عدة، في الازمات تسقط الاقنعة، ويظهر البعض على حقيقته... يصبح صاحب المحطة سلطان طاغية... ومحطات استقدمت زعران لفرض الخوات والهيمنة... والمواطن الشمالي يدفع الاثمان الغالية...
بالامس، وكما في كل يوم، اشكال عند محطة في الزاهرية بطرابلس، واشكال امام محطة في عكار ادى الى قطع طريق وحرق دواليب، وفي سهل عكار الطريق الدولية اشكال آخر لفقدان المحروقات واطلاق رصاص في كل اشكال يقع امام المحطات...
تمكنت دوريات الجيش من ملاحقة مطلقي الرصاص على محطة الزاهرية واوقفتهم مع سلاحهم... تكثيف الدوريات الامنية منذ اعلان الخطة الامنية الجديدة حد من الاشكاليات الامنية، لكن الوضع يقتضي اكثر حزما والضرب بيد من حديد...
اما المحروقات التي وصلت مؤخرا الى الشمال فالسؤال المطروح وبرسم المرجعيات الرسمية: اين ذهبت هذه الكميات؟ ولماذا تتواصل طوابير الذل؟ ولماذا تواصل السوق السوداء انتعاشها؟...
احد المواطنين حدثنا عن رحلة البنزين وما ادراك ما هي رحلة البنزين في الشمال...
يحمل مواطنون فرشهم وينامون في طابور قبل 24 ساعة من فتح المحطات ابوابها، كما هو حاصل في محطات عديدة يمضي المواطن نصف نهاره بعد ان يكون بات ليلته في السيارة، وكم من مواطن حظه متعثر يصل الى ابواب المحطة لحظة اقفال ابوابها، وتعلن انها انهت التعبئة ضمن ساعات محددة بالنهار بدوام يبدأ الساعة السابعة صباحا وينتهي الثالثة عصرا...
بات اللبنانيون رهينة طغاة في كل القطاعات... البنزين والمازوت والدواء والخبز والماء... جشعون يستغلون الازمات ويتحكمون برقاب الناس ويمارسون اشكال الاذلال... في غياب السلطات الرسمية وانهيار الرقابة والمحاسبة...
واذا بدأت الاجهزة الامنية بملاحقة تجار السوق السوداء وصادرت غالونات البنزين المنتشرة على الطرقات في الشمال، فماذا فعلت بالمقابل؟ هل استطاعت الدولة تأمين البنزين لكل مواطن؟ وهل اوقفت مسلسل الذل الذي يتعرض له في الطوابير؟؟
ثمة قائل ان شركاء كثر في السوق السوداء من اصحاب المحطات الذين استدعوا صبية للعمل ونشروهم على الطرقات... ومحطات تواصل العمل بالتهريب او التخزين وتتمتع بحماية سياسية... واما المازوت فحدث ولا حرج في شمال منهوب مقهور يمعنون في اذلاله ولدى الكثير اشارات الى ان المطلوب ان تبقى الفوضى سائدة ولعل ما قاله الشيخ نبيل رحيم انه لعل هناك من يريد انطلاق الفوضى من طرابلس والشمال لان الانهيار الاجتماعي والاقتصادي والامني بات وشيكا في غياب المعالجة الجدية للازمات... وان كل ما يجري مجرد ترقيع مؤقت والمواطن الشمالي خاصة في طرابلس وعكار اكثر من يعاني في ظل هذه الازمات والتي يخشى ان تتصاعد وأن تتدهور الاوضاع الى ما هو أخطر مما يعيشه في الوقت الراهن، لا سيما وان الشمال من طرابلس الى عكار يغرق بمعظمه بالظلام نتيجة سوء توزيع المازوت السياسي المهيمن عليه من تيارات سياسية لا تمنح هذه المادة الا من يقف ذليلا عند ابوابها ليأخذ الرضى والبركة...