أحمد منصور
اعتبر راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران إيلي الحداد، "اننا نريد فيلسوفا لحكم لبنان وليس جاهلا، مؤكدا اننا كمسلمين ومسيحيين، يمكننا ان نتعايش مع بعضنا البعض بطريقة ممتازة في لبنان، ولا شيء يفرق المسيحي عن المسلم، شرط ان نعرف من ننتخب"، مشددا على "ضرورة انتخاب من يجمعنا، لا من يفرقنا، ولا من يجرنا الى الطائفيــة والفئوية، الذي لا يريد ان يصنع الثروة مــن خلال منصبـه".
وقال الحداد في تصريح لـ"الأنباء": ان الشعب اللبناني اليوم، ليس لديه قائد او قادة، يستطيعون، خلق فلسفة ومنطق ثورة جديد، نريد قادة جدد فقراء، مــن أصحاب الشفافية، داعيا الى ثورة سلمية لا عنفيـــة، ثورة فكر وكتاب لبناء لبنان الجديد، لا عبر قطـــع الطرقــات وحــرق الدواليــب، ورأى ان الكنيسة ليست بعيدة عن القيــادة بهــذا الإطــار، مؤكدا ان الكنيسة والمسجد يستطيعــان تأليف قيادة جديدة وحكيمة لقيام لبنان الجديد.
واستبعد الحداد ردا على سؤال، نشوب حرب أهلية جديدة في لبنان، مشيرا الى ان "هناك تجربة أليمة مرت على لبنان ولا يمكن للشعب اللبناني ان يكررها"، لافتا الى اننا على أبواب مرحلة انتخابية نيابية، داعيا الى وضع القوانين لعدم التجديد للحاكم والنائب والوزير، بل لتجديد الحياة السياسية في لبنان.
وأسف الحداد للأوضاع التي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد، معتبرا ان اللبناني لم يعد يهتم بالشؤون السياسية، واذا شكلت الحكومة أو لا، فالقضايا الحياتية هي الطاغية والضاغطة، وقال: "لم يعد يهمنا اذا كانت هناك حكومة أم لا، لأنه حتى لو شكلت، مع الأسف الأمـــور لا تبشر بالخير، فالخلافات والطائفية سوف تستمر، هناك مخاطر كثيرة تواجهنــا كمسيحيين في لبنان، وأهمها الهجرة، فهي من أخطر ما يكون، ولا أعتقد انها ستتوقف في حال شكلت الحكومة لذلك أدعو المسيحيين بشكل خاص الى التمسك بالأرض والصبر، فالهجرة أكبر ضربة لنا، لأن هناك من سيقيم مكاننا، في ظل عدد كبير من الأخوة السوريين النازحين، وهم أكثر من نصف الشعب اللبناني، وهؤلاء يمكن ان يبقوا في لبنان في حال غادرنـــا بلادنــا، وعندهــا ترتـــاح الدول الأجنبية، من ان هؤلاء النازحين لن يذهبوا الى بلادهم في أوروبا وغيرها، بعـــد ان يكون تم إيجاد المكان لهم في لبنان، لذلك علينـــا التفكير اكثـــر مـــن الواقـــع والمرارة التي نعيشهـــا بفعل طوابير المحروقــات والأدويـــة والخبز وغيرها، هناك مؤامـــرة كبرى على لبنــان اليـــوم، وعلينا الصمود بوجهها. فهذه الطبقة السياسية لا تستطيع تشكيل حكومة، ولا الاتفاق على تناغم في إدارة البلاد، فأعتقد انها لن تتأخر بالسلطة بعد، فالعالم أجمع باتت أنظاره على لبنان، من ان هذه السلطة لا تعرف إدارة البلد. طبعا هناك مطامع دولية كبيرة بلبنان، وكنت أتمنى لو لم نصبح بلدا نفطيا، لأنه فتح شهية أطماع الفرنسي والأميركي والإسرائيلي".