جهاد نافع - الديار
تتفاقم حوادث السرقة والسلب في عكار، في بلدات وقرى عديدة، ويكاد لا يمر يوم دون حادثة سلب او سرقة او محاولات كسر وخلع لمنازل ومحلات في عدة مناطق عكارية.
حتى ان حوادث اعتراض السيارات تحت جنح الظلام في الطرقات الفرعية وبغياب انارة الشوارع والعتمة التي تلف المناطق العكارية، باتت تشكل أزمة أمنية للعكاريين، خاصة اثر حادثة مفرق عيون الغزلان واوتوستراد العبودية، وبعض طرقات سهل عكار، اضافة الى انتشار موجة خوات خلال قطع طرقات عند مداخل المنطقة.
هذه الحوادث المتفاقمة اشاعت اجواء مقلقة في عكار، وعادت بذاكرة المواطنين الى زمن الحرب الاهلية حين انهارت الدولة ومؤسساتها وسادت الفوضى جميع المناطق وبسطت العصابات سيطرتها في كل مكان فغاب الامن والامان عن الساحات والشوارع.
اليوم يسود في عكار، مشهد الفلتان ذاته، مع اضافات عليه ابرزها ان المنطقة تحولت الى مجموعات ذئاب لا تأكل اللحم وحسب، بل تأكل الاخضر واليابس معه،وأماطت حالة الفوضى والفلتان اللثام عن كثير من اللاهثين نحو اقتناص الفرص واستغلال الفوضى لجني ثروات سريعة من خلال تجارة سوق سوداء سواء بيع البنزين او المازوت او الدواء او الغاز او الخبز، حتى رغيف الخبز لم يسلم من الطمع والجشع فبيعت ربطة الخبز بـ١٥ ألف ليرة لستة أرغفة.
حتى الكثير بات يستسهل اطلاق الرصاص العشوائي او اللجوء الى السلاح لحل خلاف او نزاع، لاعتقاد ان الدولة فقدت هيبتها وسطوتها وقدرتها على الحركة والملاحقة، وتقارب الاوضاع مشاهد الحرب العبثية طالما ليس من رقيب او حسيب.
رغم ذلك ورغم هذه المشاهد القاتمة، فان الاجهزة الامنية وفي ظل هذه الظروف العصيبة لا تزال تبذل جهودا للحد من موجات الفلتان والفوضى ، وتمكنت في الآونة الاخيرة من القاء القبض على عصابة سرقة مؤلفة من اربعة عناصر اعترفوا بارتكاب عدة جرائم سلب ونهب في اكثر من منطقة، غير ان عصابات اخرى لا تزال ناشطة وتواصل عمليات السرقة واقتحام المؤسسات والمنازل وآخرها حادثة السلب التي تعرض لها احد الافران رغم موقع الفرن الكائن بين ابنية سكنية وعلى الطريق العام ليل أمس.
ايضا الفلتان اصاب كل القطاعات والمصالح التجارية، ولم يعد اي قطاع الاكتفاء بارباح معقولة، بل فوضى الاسعار تسود كل مكان في غياب الرقابة، وتسعيرة الدولار تجاوزت السوق السوداء استباقا للوتيرة التصاعدية لسعر صرف الدولار.
دائما تبقى عكار الساحة الاكثر تأثرا بمجريات الاحداث على الساحة اللبنانية، وتجمع فاعليات عكارية على ضرورة تسيير دوريات امنية على مدار الساعة، لا سيما في ساعات الليل وعلى الطرقات الفرعية الموحشة الغارقة بالظلام، عدا عن ضرورة ملاحقة العصابات التي اصبح معظمها مكشوفا للاجهزة الامنية، خاصة في محيط قرى وبلدات نهر أسطوان ومناطق الدريب والجومة.