هل بدأت "الفدرالية" من الشمال؟
هل بدأت "الفدرالية" من الشمال؟

أخبار البلد - Monday, August 23, 2021 9:11:00 AM

دموع الأسمر - الديار 

لطالما رفعت بعض القوى اللبنانية  شعار «الفدرالية» إبان الحرب الاهلية والى اليوم، ورغم فشلها، الا انها بدأت تطل بأوجه متعددة في الآونة الاخيرة، خصوصا بعد انهيار النظام السياسي والمالي والاقتصادي، حيث بدأت مناطق عديدة تسعى الى توفير الحماية لسكان الاحياء عبر الامن الذاتي بسبب حالة الفلتان التي انتشرت في الايام الاخيرة بشكل غير مسبوق، وخلقت حالة من القلق والخوف نتيجة ارتفاع منسوب السرقات والتعدي واطلاق الرصاص باتجاه الابرياء. 

 
كذلك دفعت ازمة البنزين في مناطق عديدة الى اتخاذ قرارات صادمة ابرزها، توزيع «بونات» على اهالي المنطقة دون سواهم، بمعنى ان بعض محطات الوقود قررت اعطاء الاولوية لسكان الحي بتعبئة الوقود وطلب الهوية، والغريب عن المنطقة لا بنزين له.

هذه القرارت بدأ عدد من القرى في قضاء زغرتا والكورة والبترون بتطبيقها بعد توافد اهالي طرابلس باتجاه هذه المناطق لتعبئة وقود سياراتها، حتى لو وقفت في طوابير الذل لاكثر من خمس ساعات.

اليوم يفكر معظم سكان طرابلس البالغ عددهم في هذه المدينة اكثر من مليون ونصف المليون نسمة بعد اقفال معظم محطاتها وتوقف بعضها عن بيع البنزين الى موعد يحدد لاحقا، في اي وجهة يقصدونها لتعبئة الوقود لسياراتهم، خصوصا ان ما حل بالمدينة فاقم الازمة بشكل لافت وخطير.

وبعد ان اكتفت المدينة بثلاث محطات تفتح ابوابها بين الحين والآخر، وتقف طوابير السيارات امامها قبل ايام، قررت هذه المحطات اقفال ابوابها نتيجة ما يحصل من تلاسن واشكالات واطلاق رصاص وسقوط جرحى، اضافة الى عمليات سطو تجري عليها من قبل عصابات، حيث يمنعون المواطنين من تعبئة الوقود، وتكون الافضلية لهم وبقوة السلاح، الامر الذي دفع المحطات الى  الاقفال حتى اشعار آخر، مع تساؤلات كبيرة حول غياب الاجهزة الامنية عن القيام بواجبها.

واعتبرت اوساط شمالية انه في الوقت الذي يعلن فيه الامن الذاتي في عدة مناطق، فان طرابلس تعتبر خارج التغطية خصوصا بعد غياب كل مقومات الحياة من وقود ومازوت وغاز واقفال معظم «السوبرماركات» بسبب انقطاع الكهرباء لاكثر من عشرين ساعة يوميا، الامر الذي ادى الى اتلاف كميات كبيرة من المواد الغذائية، خصوصا الالبان والاجبان والحليب وغيرها من المشتقات التي تحتاج الى تبريد طيلة اليوم في ظل موجة الحر القاسية.

ما يجري في طرابلس خلال هذه الازمة، انها كشفت عن الكثير من الوجوه خصوصا كبار المموّلين الذين تركوا المدينة لبعض الصبية يتحكمون بها و»يُطفشون» سكانها الى مناطق يتزودون منها بالمازوت والبنزين بعد مصادرة حصتها وبيعها في السوق السوداء. لكن السؤال بعد توزيع القسائم على سكان المناطق والاقضية المجاورة، من اين سيتزوّد سكان طرابلس بالوقود، بعد ان اصبحت معظم محطاتها خارج الخدمة جراء التعديات عليها بموجة الفلتان السائدة؟

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني