"من غير الطبيعي ان نعيش الواقع الذي نحن فيه الآن، والاستنسابية والظلم أصبحا وجهين لواقع واحد نعيشه في يومياتنا... تماما كما يحصل يوميا على محطات البنزين في طوابير الذل"... هذا ما شكته شابة لبنانية في حديث لموقع vdlnews، قائلة: "انا ممرضة، وبدلا من ان امضي وقتي بالقيام بواجبي الوطني والانساني والاهتمام بالناس، أصبحت أضيع يومي بانتظار دوري على محطات الوقود في لبنان، حيث من غير المستبعد أن يصل دوري ليأتي بعدها ويقول لي العامل الأجنبي او رجل الامن، نفد مخزوننا اليوم تفضلي غدا بزيارتنا".
الشابة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، روت لموقعنا تفاصيل التجربة التي عايشتها على محطة وقود في منطقة السبتية منذ أيام.
وقالت: "كانت المحطة مقفلة كغالبية الاوقات والمحطات، وكنت مارة من امامها انا وخطيبي، الا اننا لاحظنا حركة غريبة عليها واكتشفنا ان هناك زبون خلف الشريط الممدود، وأنه يملأ خزان سيارته بالوقود".
وتابعت: "طالبت الموظف بتعبئة البنزين لي، الا انه اجابني بالقول: "سكرنا، المعلم قلي عبيلو وسكر"، هنا انا استشظت غضبا واعترضت على ما يحصل، طالبته أكثر واكدت له انني زبونة المحطة الدائمة الا انه استمر برفضه، اتصلت بالقوى الأمنية فأكدوا لي ان هذا الأمر ليس من مهامها وانه علي التواصل مع حماية المستهلك، اتصلت بهم لكن لم يجب احدٌ، فاتصلت بقوى الأمن من جديد، الا انهم عادوا واكدوا لي الامر نفسه".
وأضافت الشابة: "خطيبي عسكري، تقدم بشكوى عسكرية لدى مخابرات الجيش وتواصل مع أمن الدولة، أما انا فاجتزت الشريط الممدود ودخلت الى المحطة وركنت امام آلة التعبئة بالقوة، وفجأة توجه نحوي العامل في المحطة وأعطاني الهاتف للتواصل مع صاحب المحطة، الذي كان واضحا من حديثه انه تبلغ بالشكوى، وطلب مني ان املأ سيارتي وسيارة خطيبي من دون اطلاع احد، الا ان شابا آخر كان قد رآنا وركن سيارته لانتظار دوره، فأبلغت صاحب المحطة اننا لن نرحل قبل ان نحصل على حقنا بالوقود، الا انه ادعى ان الكمية المتوفرة لديه محجوزة من قبل شركات خاصة، وبدأنا بالنقاش، فقال لي: "اذا بدك تكبري حكي رح بطل عبيلك وعملي يلي بيطلع بايدك".
الأحداث لم تنته هنا، فوفق الشابة "الرجل طلب مني ومن خطيبي الرحيل والعودة بعد ساعة حتى لا ينتبه احد الى انه ملأ سياراتنا، وعندما رفضت واصريت ملأ سيارتي ورفض ملء سيارة خطيبي، وحصل ما يشبه عمليات الكر والفر بيننا وبين الموظف في المحطة حيث انتظرته على المدخل الخلفي وانتظره خطيبي على المدخل الرئيسي حتى أخذنا ما نريد".
هذه الشابة، لم تعترض فقط على ما حصل معها، بل هي رافضة بشكل تام "للاستنسابية والحرمان من الحقوق والكذب والتخريب لهذه العمليات الظالمة وذل الناس من أجل ليترات من مادة مدعومة من اموال الناس".
فالى متى سيبقى اللبناني تحت رحمة الصغير والكبير وكل من تتيح له الجهات المعنية ان يتحكم به؟