أسامة القادري
أرخت أزمة انقطاع المحروقات وارتفاع الأسعار في السوق السوداء بثقلها على كامل الحياة في البقاع، وادت الى ارتفاع معدل المشاكل الامنية وتطورها من فردية الى مناطقية، فكان ازدياد الاشكالات ملحوظاً وتعود اسبابه الى "طوابير الذل" على محطات الوقود، لتنقل هذه الازمات المواطنين بدلاً من مواجهتهم لسلطة أمعنت سرقة المال العام تحولوا إلى مواجهة بعضهم البعض وحصول إشكالات سرعان ما تتحول الى التخاطب الطائفي والمذهبي حماية لاحزاب تلك المنظومة.
ما تركته هذه الازمة ليست علامات بسيطة وآنية بل سببت خللاً كبيراً في جميع القطاعات وفتحت أبواب العودة الى حديث قديم جديد عن "الأمن الذاتي"، نتيجة للاشكالات المتلاحقة مرة اثناء الاعتصامات وقطع الطرقات احتجاجاً على تردي الاوضاع ومرات متكررة ويومية على محطات الوقود.
فيوم امس شهد البقاع الاوسط أكثر من اشكال أحدث بلبلة في الوسط البقاعي، وقلقاً من العودة الى خطاب التجييش الطائفي والمذهبي، كما حصل إثر اشكال فردي بين اشخاص من مدينة زحلة محسوبين على حزب القوات اللبنانية، وآخرين من بلدة سعدنايل محسوبين على تيار المستقبل، بعد تلاسن على خلفية مرور عبر نقطة اعتصام احتجاجي على فقدان مادة المازوت للمولدات ونقص حاد في مخزون المازوت لشركة كهرباء زحلة وتهديد 16 بلدة بقاعية بـ"الظلمة الدامسة" بحال استمرت "مافيات" المحروقات بإمتناعها عن تسليم الشركة كميات من المازوت تكفيها. وقطع أبناء زحلة والقرى المجاورة طريق كسارة، وأثناء مرور احد الأشخاص من بلدة سعدنايل حصل تلاسن ورشق بالحجارة تم حل المشكل، وبعد فترة عاد وتطور لأن يأخذ منحى طائفياً وحزبياً اثر تدخل "طابور خامس" أحدث بلبلة في الوسط الشعبي البقاعي واعطى الاشكال طابعاً طائفياً وفتح الحديث عن الامن الذاتي، ما استدعى تدخل قيادتي القوات والمستقبل في البقاع فعملتا على احتواء المشكل وتطويقه وقطع جميع ذيوله.
من جهته أكد رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي انه "درءاً للفتنة اجرينا اتصالات مكوكية مع منسق القوات اللبنانية في زحلة الدكتور ميشال فتوش، وعلى ضوئها زرنا منسقية القوات في زحلة كبلدية وعقدنا مصالحة فورية بين الشبان المتعاركين، وحثيناهم على طي صفحة الخلاف، ولقطع كافة ذيول الاشكال تم اصلاح كل الاضرار عند الطرفين التي نجمت عن الاشكال". كما واصدر المستقبل والقوات بياناً مشتركاً شجبا فيه اي تصرف يسعّر الخطاب الطائفي والمذهبي، على قاعدة أن ما يجمع المستقبل والقوات من مصير مشترك اكثر بكثير مما يفرقهما"، واعتبرا أن هناك من يتربص في المنطقة ويصطاد في الماء العكر رافضين مطالبات البعض بالأمن الذاتي واعتبر الطرفان ان الترويج لهذه الفكرة هو جريمة بحق لبنان واللبنانيين لان قضاياهم ومصيرهم مشترك.
وايضاً حصل اشكال على محطة سمير صادر في حوش الامراء اثر تلاسن بين أشخاص ينتظرون في الطابور، سرعان ما تطور الى اطلاق نار بشكل عشوائي والاستقواء بمسلحين قدموا من خارج المنطقة وعملوا على ترويع الناس واطلاق النار عشوائياً واستفزازهم بشتائم وسباب لتحريك النعرات الطائفية، على الاثر جرت اتصالات على صعيد المنطقة وتم العمل على احاطة المشكل وتطويقه.
وفي هذا الصدد اكد مصدر أمني لـ "نداء الوطن" أن المشاكل ازدادت في الآونة الاخيرة، وارتفع معدل السلب والسطو، كما ارتفعت نبرة الخطاب المذهبي والطائفي بشكل مقرف ومقزز، وقال "يبدو أنه كلما اقتربنا من الانتخابات النيابية يعلو صوت التجييش الطائفي باعتباره أحد أبرز أسلحة الأحزاب اللبنانية، والمربع الوحيد المتبقي لها"، واضاف المصدر ان المشاكل ازدادت مع ازمة انقطاع المحروقات بشكل يومي يصل الى اشتباكات بالاسلحة، ليردف انه ليس من باب الصدفة، انه كلما ارتفعت وتيرة المشاكل الأمنية نسمع مطالبات بالأمن الذاتي، وقال : "للاسف هناك طابور يعمل على خلق المشاكل والاستفزازات ويشهر سلاحه هنا وهناك، ويساهم بترويج فكرة الامن الذاتي لضرب آخر مدماك من هذه الدولة".