بنى الرئيس المكلف سعد الحريري امجاده من تعب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ففي العام ٢٠٠٥ بايع زعماء ١٤ آذار الذين ارتموا بالحضن السوري لسنوات سعد الحريري بعد اغتيال والده، وورث سعد ثروة قيل عنها في حينها ان النيران لا تحرقها، ولكن تبين ان نيران سعد اشد من ألسنة النار في احراق الثروة كما في احراق جزء من ثروة شقيقته هند.
عاند سعد الحريري حزب الله والنظام السوري وعاداهم بكل قوته وجمع شعبية سنية حوله بأموال ودم رفيق الحريري، والتف الحلفاء حوله ونهبوا امواله تدريجيا، فالرجل كان كريما الى درجة افلاس شركاته التي لم ينجح في ادارتها، والى درجة باتت فيها منازل رفيق الحريري مهددة في العالم كله. كما خسر الشعبية وتراجع من كتلة فيها ٤٠ نائبا الى ٢٠ نائبا، وقريبا اقل، لان السنة في لبنان باتوا بلا مرجعية.
صدم سعد الحريري الجميع من اجل الكرسي وذهب الى سوريا وارتمى في حضن الرئيس السوري بشار الاسد، ومن بعدها فتح الباب على حزب الله على مصراعيه، وبات بعد يوم ٧ ايار "المجيد" يطبق سياسة حزب الله اكثر من الحزب نفسه، فهو اكثر شخص جعل حزب الله مرتاحا في بياناته الوزارية.
في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تسلم سعد الحريري حكما مبرما بأسماء من اغتال والده الشهيد، ولم يتحدث يوما دفاعا عما اسسه رفيق الحريري، حتى انه عاد الى لبنان وتكلف لتشكيل حكومة بدعم من حزب الله الذي قام عناصر منه باغتيال رفيق الحريري.
سعد الحريري باع الدم وباع الثروة وفرط بإرث رفيق الحريري، حتى انه بات حليفا لكل شخص كان ضد رفيق الحريري، والحريري ينتظر اليوم الاتصالات الاقليمية التي قد تعطي سوريا نفوذا في لبنان، فهل سنراه مجددا يزور قصر الاسد؟