الديار
كمال ذبيان
ليس مستغربا، ان يزور رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وهو المنضوي في "اللقاء التشاوري" الذي يضم نوابا من الطائفة السنية في خط المقاومة او ما كان يسمى فريق 8 آذار حليف "حزب الله" اذ توجد علاقة تاريخية بين السعودية وآل كرامي ولم تنقطع بحيث اتى الغداء الذي اقامه السفير البخاري لكرامي طبيعيا وفق ما يقول مصدر قريب من الوزير السابق الذي ذهب الى تركيا قبل اشهر والتقى مسؤولين فيها لا سيما في الجمعيات الخيرية والاغاثية والصحية ومنها الهلال الاحمر التركي لتأمين مساعدات لطرابلس خصوصا والشمال عموما، و»لمؤسسات الكرامة» التي منها المستشفى الاسلامي الذي يعاني ازمة مثل مستشفيات اخرى، اضافة الى وجود عشرات الاف العائلات الاكثر فقرا في مدينة لبنانية بحيث يؤكد كرامي لكل من يسأله عن اسباب زيارته الى تركيا فيؤكد بأنها اجتماعية انسانية فقط وليست مرتبطة بالسياسة، ولم يتأخر الاتراك عن ارسال ما توفر من مساعدات لتعزيز الصمود الاجتماعي والصحي، في ظل الانهيار الذي ضرب لبنان.
فالنهج السياسي لكرامي، يوصف بالتمايز عن الحلفاء، مع البقاء على الثوابت الوطنية والقومية فيما يخص عروبة لبنان ودعم مقاومته بوجه العدو الاسرائيلي وهو ما يلتقي عليه مع زملائه في "اللقاء التشاوري" الذي تمكن ان يكسر احتكار التمثيل السني «بتيار المستقبل» وبات يشارك في الحكومات بوزير يسميه اللقاء، واول من مثله الوزير حسن مراد في حكومة الرئيس سعد الحريري، وطلال حواط كوزير للاتصالات في الحكومة المستقيلة برئاسة حسان دياب وسماه كرامي بالتوافق مع اعضاء اللقاء.
وهذا التمايز لكرامي، من ضمن "اللقاء التشاوري" مارسه اكثر من عضو فيه، ومن بينهم النائب جهاد الصمد الذي انسحب منه وسمى الحريري لرئاسة الحكومة، وهو ما يمارسه كرامي في علاقاته السياسية من ضمن حرية التحرك الذي قرر ان يقوم به تحت سقف ثوابته يقول المصدر القريب منه الذي يصف لقاءه بالسفير السعودي بالبروتوكولي والطبيعي والذي وجه الدعوة، وتمت تلبيتها، نظرا للعلاقة مع المملكة، التي سبق لها وقدمت تبرعا للجامعة التي بناها الرئيس عمر كرامي قبل سنوات وفي اثناء الصراع بين قوى 8 و14 آذار تقديرا من السعودية لموقع آل كرامي في الحياة السياسية اللبنانية عموما وداخل الطائفة السنية خصوصا والدور الذي يقومون به من خلال المؤسسات التي اقاموها منذ ايام الراحل عبد الحميد كرامي.
وفي اللقاء - الغداء، بين كرامي والبخاري لم يجر الحديث بالتفاصيل اللبنانية بل بالشؤون العامة اذ اظهر السفير السعودي دور الحياد والنأي بالنفس عن الشأن الداخلي اللبناني وغاب تشكيل الحكومة عن البحث اذ سلّم البخاري بما يتفق عليه اللبنانيون وان بلاده تتعامل مع النتائج، وعندما تولد الحكومة يكون لها موقف، من خلال تأكيدها على وحدة لبنان واستقراره وسلمه الاهلي وفق ما يكشف المصدر الذي اشار الى محاربة الفساد هو ما شدد عليه البخاري والمرتبط بإصلاحات لا بد من ان تلجأ اليها اية حكومة تتشكل اذ هذه سياسة تتبعها المملكة داخلها وهي ترتضيها لدول اصدقاء لها ومنها لبنان الذي من احد اسباب انهياره انتشار الفساد فيه وعدم الاستثمار جيدا، بالمساعدات والقروض.
ولا يحاول كرامي ان يعطي اللقاء مع السفير السعودي اكثر من انه يقع ضمن استمرار التواصل والحاجة اليه في هذه المرحلة لما يمكن ان تقدمه المملكة من دعم في ظل الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها اللبنانيون ويمرون بحالة صعبة جدا يمكن وصفها بالوجودية حيث ابدى السفير البخاري وضع المملكة كل امكاناتها المادية والاغاثية، وهذه توجيهات الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان حيث لم يتوقف توزيع المساعدات الغذائية ولا التربوية والصحية لكن ستجري عملية تنظيم اكثر لها ومأسستها بعيدا عن استغلال جمعيات وافراد لها وفق ما نقل المصدر الذي اشار الى ان السعودية منفتحة على كل المكونات السياسية والحزبية والروحية التي لا تناصبها العداء ولو كانوا في موقع سياسي مختلف.