عمر حبنجر
الوقت لا يصنع حلا، الحل تصنعه الإرادة الصادقة، ومع ذلك تستمر المماطلة في تشكيل الحكومة اللبنانية لخوف المعنيين بالأمر، من أخذ مستقبلهم السياسي المأمول بجريرة حاضر لا ينشكر.
لكن أمام مخاطر الانهيار الكبير، الذي يوشك ان تبلغه الأحوال في لبنان، كان تحريك المنظومة الحاكمة للمبادرات والمساعي، وفي المقدمة مبادرة الرئيس نبيه بري، الذي يسعى للالتفاف، حول تعذر وصل التيار بين سعد الحريري وجبران باسيل، عبر التواصل المباشر مع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وبالتنسيق والتشاور مع البطريرك الماروني بشارة الراعي. تحرك برّي بدأ، لكن انطلاقته القوية ستكون بعد لقائه الرئيس عون يوم غد الاثنين، حيث يفترض ان يكون الرئيس المكلف سعد الحريري قد عاد إلى بيروت.
الجميع مقتنع بأن التأخير قنبلة قاتلة، وأن على هذا الجميع أن يعي كل ما يحاك ويحصل، وتحديدا حول معضلة الوزيرين المسيحيين غير الحزبيين اللذين يصر الرئيس الحريري على تسميتهما، بوصفه رئيس حكومة كل لبنان، بينما ينكر عليه رئيس الجمهورية ورئيس التيار الحر هذا الحق، ويتحدثون في هذا السياق عن صيغتين حكوميتين أرسلهما الرئيس عون إلى بكركي، على أمل ان يقنع الراعي بواحدة منهما الرئيس الحريري. لكن الأخير، اعلن ان في هذا اختلاق لعرف جديد، كأن يتولى رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة، او حتى توزيع الوزارات على الطوائف، ومثل هذه السابقة تسهم اكثر في استباحة بنود وثيقة الطائف التي حصرت مهمة تأليف الحكومة بالرئيس المكلف، ومنعا لسوء التفسير، أرسل الحريري إلى البطريرك الراعي موضحا ومبررا.
وهنا تقول قناة "الجديد" ان باسيل اقترح ان يضع الفرقاء المعنيون، وبينهم الرؤســـاء عون وبــــــري والحريري وحزب الله «سلة أسماء» ليصار الى اختيار اثنين منها، وقد اصطدم هذا الاقتراح بالسؤال عمن يتولى الاختيار من السلة، رئيس الجمهورية أم الرئيس المكلف أم البطريرك الراعي؟! وهكذا وضع الاقتراح في خانة أوراق التعطيل، الى جانب طروحات "المعايير الواحدة" والميثاقية، والثلث الضامن، وصولا الى الانتخابات المبكرة، وحتى التهديد بالاستقالة عبر مجلس النواب، فضلا عن إلزام الوزراء بعدم الترشح للانتخابات النيابية، والاستهداف هنا الحريري شخصيا.
ومع ذلك، يتوقع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الحل الحكومي خلال أيام، "لأن التأخير الحاصل يشد الخناق أكثر"، حول أعناق اللبنانيين العالقين في طوابير محطات توزيع البنزين.
ويقول عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي، أن لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري تفويضا من الجهات الداخلية، معطوفا على مباركة خارجية للمساعدة في حسم الملف الحكومي.