تواجه الهند، ثاني دولة أكثر تضررا جراء وباء كوفيد-19 لجهة الإصابات بعد الولايات المتحدة، أزمة صحية خطيرة مع تسجيل أكثر من ألفي وفاة وأكثر من 300 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة، فيما تعاني من نقص في العلاجات والأكسجين.
وبلغ عدد الوفيات في ثاني بلد أكثر اكتظاظا في العالم أكثر من 182 ألفا بكوفيد-19 والإصابات 15.9 مليون.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة 3,046,134 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الأربعاء عند الساعة 10,00 ت.غ.
وتأكدت إصابة أكثر من 142,838,730 شخصًا بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.
وربما يكون البعض أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة من غيرهم لأن لديهم خصائص أو حالات طبية تزيد من المخاطر التي يتعرضون لها، وفقا لما ورد في تقرير نشره موقع "بولدسكاي" Boldsky المعني بالشؤون الصحية.
وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الهند تشهد أكبر قفزة منذ اندلاع الوباء. وفي نفس الأثناء، تم التعرف على سلالة جديدة في الهند من فيروس سارس-كوف-2، التي أطلق عليها B.1.618، والتي تنتشر في الغالب في غرب البنغال.
الطفرة الثلاثية
بعد الطفرة المزدوجة لفيروس كورونا المُستجد، ظهرت حاليًا الطفرة الثلاثية؛ أي أنه تم اكتشاف ثلاث سلالات مختلفة من سارس-كوف-2 تتحد لتشكل متغيرًا جديدًا في أجزاء من الهند. ويُعتقد أن الحالات في ماهاراشترا ودلهي وتشهاتيسجاره والبنغال الغربية ناجمة عن الطفرة الثلاثية.
وقام بروفيسور فينود سكاريا، العالم في معهد الجينوم والبيولوجيا التكاملية التابع لمجلس البحوث العلمية والصناعية CSIR-IGIB في نيودلهي، بنشر تغريدة تضمنت خيطًا يشرح بالتفصيل اكتشاف فيروس كورونا جديد متحور يتميز بمجموعة من الجينات والمناعة وما يسمى بمتغيرات الهروب، وهي القدرة على مقاومة الأجسام المضادة التي تم اكتسابها بعد تلقي اللقاح. وأنه تم العثور على التسلسلات الأولية للمتغير B.1.618 في ولاية البنغال الغربية.
وتم عزل أول تسلسل لهذا النسب في 10 أكتوبر من العام الماضي من مريض في ولاية البنغال الغربية. بينما يوجد النسب بشكل أساسي في الهند، ولكن تم العثور أيضًا على متغيرات في الولايات المتحدة وسويسرا وفنلندا وسنغافورة.
أكثر قابلية للعدوى
يعتقد الخبراء أن الطفرات تؤدي إلى ارتفاع معدلات العدوى الجديدة في جميع أنحاء العالم. ولكن يتطلب الأمر مزيدًا من الدراسات لفهم السلالات المتحورة جيدًا. وفي الوقت الحالي، تشارك عشرة مختبرات فقط في جميع أنحاء الهند في دراسات جينوم الطفرة الثلاثية للفيروس.
تأثير اللقاحات
لا يمكن للعلماء بالوقت الراهن الإقرار بما إذا كان المتغير الجديد لديه القدرة على التسبب في إعادة العدوى بالإضافة إلى عدوى تتخطى الاستجابة المناعية لمن تلقوا اللقاح، حيث إنهم مازالوا بحاجة إلى بيانات تجريبية إضافية.
ولوحظ أن اثنين من المتغيرات الثلاثة في الطفرة الثلاثية لهما استجابات هروب مناعي؛ أي أنها أكثر مقاومة للأجسام المضادة. ويرجح الباحثون أن البديل الجديد لديه بعض القدرة على الهروب من المناعة المكتسبة بشكل طبيعي من كوفيد-19 أيضًا. ووفقا للباحثين، فإنه يجب الاستمرار في "تعديل اللقاحات في ضوء مزيد من الفهم للفيروس وسلالاته المتحورة".
سبب التحور
كما تشير الدراسات إلى أنه كلما زاد انتشار الفيروس، زاد تكاثره وزاد تحوره.
ووسط الارتفاع الهائل في حالات كوفيد-19 في البلاد، فإن هناك الكثير من القلق بشأن الأعراض وشدتها في الموجة الثانية من الوباء. ووفقًا للخبراء، فإن الاختلاف في شدة الأعراض التي ظهرت خلال الموجة الثانية يعد أقل بكثير من العام الماضي مع الأخذ في الاعتبار بعض النقاط الأساسية التالية:
• تكون الأعراض أقل حدة في الموجة الثانية.
• تم الإبلاغ عن المزيد من حالات ضيق التنفس في الموجة الثانية، بينما في الموجة الأخيرة، كانت الأعراض مثل السعال الجاف وآلام المفاصل والصداع أكثر.
• نسبة عالية بشكل هامشي فقط من مرضى كوفيد-19 من الشباب، في حين كان متوسط أعمار المرضى في الموجة الأولى 50 عامًا، وفي الموجة الأخيرة، كان 49 عامًا - مما يعني أن السكان الأكبر سنًا لا يزالون أكثر عرضة للخطر.
• لا يوجد فرق في نسبة الوفيات بين الموجة الأولى والموجة الثانية.
اللقاح مع الأعراض
نظرًا لأن حملات التطعيم على قدم وساق، ومع تلقي الأشخاص من سن 18 عامًا للتلقيح اعتبارًا من 1 مايو، تساءل الكثيرون عما إذا كان من الآمن الحصول على التطعيم أثناء ظهور أعراض كوفيد-19 أم أنه سيؤثر على فعالية اللقاح. وفقًا للخبراء، ينبغي اتباع الخطوات التالية عندما يتعلق الأمر بالتطعيم إذا ظهرت على المتلقي أعراض كوفيد-19:
• يجب تأجيل موعد تلقي التطعيم إذا كان المتلقي لديه أعراض كوفيد-19.
• إذا كانت الأعراض توحي بأنها لكوفيد-19، يمكن تأجيل الجرعة الثانية لبضعة أسابيع لتبين كيفية تطور الأمور.
• حتى لو كانت الأعراض خفيفة، يجب تأجيل التطعيم.
• يمكن أن يكون إجراء ضار للغاية إذا تم تلقي التطعيم في وجود عدوى مستمرة.
• كما تشير الدراسات إلى أنه من الأفضل تأخير اللقاح في حالة ظهور أعراض كوفيد-19 لأن الاستجابة المناعية تكون أفضل إذا تأخر اللقاح حتى 12 أسبوعًا.
العلامات والأعراض الحرجة
يمكن أن تتطور أعراض كوفيد-19 بسرعة من خفيفة إلى أسوأ. ويعد الأسبوع الأول من الإصابة أمرًا بالغ الأهمية، لأنه الوقت الذي يصل فيه الحمل الفيروسي إلى ذروته. ويجب أن يكون المصاب يقظًا ويدرك الأعراض بتركيز شديد. ويوضح العلماء بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة نقل الشخص إلى المستشفى:
• يمكن أن يكون ضيق التنفس وألم الصدر علامات على تفاقم العدوى.
• انخفاض في مستويات الأكسجين في الدم.
• أي حالات هذيان أو الشعور بالارتباك من أي نوع.
• ألم صدر.
• شفاه زرقاء (تكون عادة بسبب تراجع مستويات الأكسجين).
• التهابات المسالك البولية UTI (التي ظهرت خلال هذه الموجة الثانية).
وعلاوة على تلك الأعراض، يوصي الخبراء بأن يتم الاتصال على الفور بخدمات الطوارئ أو التوجه إلى المستشفى في حالة تفاقم أي أعراض موجودة أو ظهور أعراض جديدة مثل الحمى والإسهال والتعب وانخفاض مستويات الأكسجين.