أشار الوزير السابق غازي العريضي إلى أن "لبنان عاش تجارب كثيرة بين العامين 1943 و1990 بالإضافة إلى الإنشطار الأفقي بين العامين 2005 و2008، لكن لبنان بلد إستثنائي فيه توازنات، ولا تنفع معه الوصفات الجاهزة".
وفي حديث لبرنامج "رح نحكي كل شي" مع الإعلامية سابين يوسف عبر إذاعة "صوت كل لبنان"، قال العريضي إن "الحقائق والوقائع عنيدة، ويجب معرفة كيفية التعاطي معها، وبالتالي يجب تشخيص الحالة الصح لتشخيص الحل الصح، ولا أحد يستطيع كسر أو تجاوز أحد، لذلك يجب الوصول الى تفاهمات"، وأضاف: "ذهبنا إلى كل دول العالم وجاءت كل دول العالم إلينا، لكن الحل لبناني. ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال إن الحكومة تشكل بين اللبنانيين أنفسهم وبالتفاهم بين كل القوى السياسية دون تجاوز أحد".
وتابع العريضي: "ثمة من لا يريد الرئيس سعد الحريري رئيسًا للحكومة، لكنه مكلّف بإرادة نيابية ولا يمكن سحب التكليف منه، وفي المقابل لا يمكن تجاهل قوى أساسية موجودة، لذلك يجب ان يكون التفاهم شاملاً الجميع".
وعن ملف المرسوم 6433 الخاص بترسيم الحدود البحرية، قال العريضي: "أفضل مشهد لإسرائيل هو المشهد اللبناني اليوم، وتقول إسرائيل إنه ثبت أن المشكلة هي بينكم كلبنانيين وليست بيني وبينكم"، لافتا الى ان "مرسوماً من هذا النوع يحتاج إلى مجلس وزراء الذي يأخذ قرارا بشأنه، فهل إكتشف المعنيون هذا الأمر بين ليلة وضحاها؟ ألم يكم يعرف فقهاء الدستور هذا الشيء؟".
وتابع العريضي: "أياً تكن الأسباب، فإن محاولة دفع بعضنا البعض إلى أزمات وتصفية حسابات تعني تلاعباً بالمصير الوطني وليس بمصير أشخاص، فمسألة من هذا النوع يمكن أن تؤدي إلى حرب مع إسرائيل". وتمنى العريضي لو تم حسم هذه الأمور وإعداد الملف بشكل كامل قبل إنطلاق المفاوضات مع إسرائيل.
وفي سياق آخر، قال العريضي ان "بشار الأسد رئيس على ركام سوريا وآلام السوريين وعذاباتهم، وهناك خطر على وحدة سوريا في ظل وجود الإيرانيين والأميركيين والروس والأتراك في مناطق إستراتيجية".
وردا على سؤال، أكد العريضي أن "الجيش يقوم بدور كبير في ملف التهريب وهو يعاني، لكن المسؤولية سياسية، وتكمن في عدم إتخاذ القرار الذي لا بد من اتخاذه لأن الوضع شارف على الإنهيار الشامل". وتابع: "لقد طرحنا خطة ترشيد الدعم التي توفّر على الأقل ما بين الـ4 والـ5 مليار دولار على أن يكون هناك البطاقة التمويلية. لكنّ المعنيين يريدون الهرب من القرار الصعب علماً أن عدداً كبيراً منهم مسؤول عن هذه الكارثة، ومن يسأل عن الناس؟ سنشهد حالة من الفوضى والتسيّب ومن يعطي جواباً للناس؟ هذا مشهد طرابلس أمامنا بالأمس هل نتعلم منه؟؟".
وتابع العريضي: "لسنا شعبا متسولا لكنهم يتعاطون معنا على هذا الأساس، والحق على من يوافق على هذا التعاطي أيا كانت حساباتهم السياسية، فهذا إذلال لكرامة كل إنسان". وأضاف "فرنسا تعتبر أنها معنية مباشرة بلبنان، وهي التي أنشأت لبنان الكبير ولم تأتِ لإنقاذ الطبقة السياسية فيه، بل جاءت لمساعدة لبنان وطرحت مبادرة، ارتُكبت اخطاء في طريق تطبيقها، لكن اللبنانيين يتحملون المسؤولية الاساس".
وختم العريضي: "عندما نكون في موقع مسؤولية علينا أن نستوعب الناس حتى عند الإنتقاد والمساءلة، فهذا حقهم. وأمام كارثة إنفجار المرفأ والعدد الكبير من الضحايا من حق الأهالي أن يسألوا أياً كان عن كل شيء".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا