محمد دهشة
على وقع المشهد السياسي المأزوم بعد "لقاء الفراق" في "اثنين الوداع" بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، أضيف الى معادلة الارباك التي ميّزت يوميات اللبنانيين أخيراً لجهة الفوضى في ارتفاع سعر صرف الدولار الجنوني والغلاء، حالة الترقب لما ستؤول اليه تطورات الايام القادمة وعلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والمعيشية، في وقت انصرف فيه كل طرف الى اعادة تقييم المرحلة لرسم خريطة طريق بحيث تتلاءم مع اعادة خلط الاوراق.
وصيدا كعادتها في الازمات تواكب التطورات بدقّة، تتفاعل معها وتسجّل مواقف منها، غير أنّ قواها السياسية تبقى حريصة على التعبير عن رأيها بإتزان من دون استفزاز، بهدف الابتعاد عن اي توتير والحفاظ على الامن والاستقرار، وتعيش اليوم بما يشبه "المساكنة السياسية" وخاصة بين "التنظيم الشعبي الناصري" وتيار "المستقبل"، وقد انصرف بعضها الى عقد لقاءات تشاورية مغلقة حيناً ومفتوحة احياناً لتقييم الاوضاع والتعامل مع الواقع المستجدّ.
الأمين العام لـ "التنظيم" النائب الدكتور أسامة سعد ترأس اجتماعاً لأمناء سرّ الفروع واللجان والهيئات التابعة للتنظيم، وبحث معهم في تقييم التحرّكات الشعبية الاخيرة وسبل تطويرها، وخلصوا الى أنّ التحركات الأخيرة تصب في اتجاه تجديد الانتفاضة الشعبية بهدف الدفاع عن حقوق الناس والتغيير السياسي، مؤكّدين على أساليب التحرّك الجماهيري ووضوح الشعارات والأهداف، ومشدّدين على أهمية تزخيم التحركات الشعبية.
وفيما التزمت النائبة بهية الحريري الصمت، قال منسق عام تيار "المستقبل" في صيدا والجنوب مازن حشيشو في تغريدة عبر "تويتر": "كفى تلاعباً بالدستور وتفصيله على قياس زواريبكم الضيّقة الملوّثة، الناس شبعت من خطاباتكم الطائفية الميتة". وتوجّه الى الرئيس الحريري بالقول "وضعت في تصريحك النقاط على الحروف، حماك الله سيد القرار... "وان واي تيكيت" في عقر دارهم".
وبينهما سجّلت "الجماعة الاسلامية" موقفاً بين حليفين "سابقين": "التيار الوطني الحر" في الانتخابات النيابية 2018، وقبله "المستقبل" في كلّ الاستحقاقات الانتخابية النيابية منها والبلدية، وعبّر مسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمّود عنه بالقول: "استطاعت احزاب السلطة تسييس الحراك وتطييفه.. وبالأزمة الاقتصادية دفعوا الناس للقبول بأي حكومة.... وتعنّت رئيس الجمهورية ومخالفته للدستور.... تعيد الناس للمربع الاول للدفاع عن صلاحيات ودستورية موقع رئيس الحكومة.... سلطة ماكرة".
فيما بقي الدكتور عبد الرحمن البزري منشغلاً بمتابعة الملف الطبّي مع تجدّد موجة تفشّي فيروس "كورونا" وارتفاع اعداد الاصابات والوفيات، وسط بصيص نور مع تحديد مواعيد وصول لقاحات جديدة الى لبنان من انواع اخرى غير "الفايزر" المعتمد حتى الآن، وذلك يومي الاربعاء "استرازينيكا" والجمعة "سبوتنيك V"، وكان أفضل تعبير عن الأمل بالحصول على لقاحات سياسية للمسؤولين تحصّنهم ضدّ الخلافات والحسابات الضيقة والمصالح الشخصية، وتأخذ لبنان الى برّ الامان، واللبنانيين الى طريق الخلاص من الانهيار الكبير.
شعبياً، شهدت المدينة حركة ناشطة وسط فوضى في حركتي البيع والشراء نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار صباحاً ثم انخفاضه عصراً، ما أدّى الى ارباك التجار وأصحاب المحال، ولوحظ اقبال المواطنين على محلات الصيرفة لبيع الدولارات والاستفادة من فرق ولو بسيط لمواجهة تداعيات الغلاء وارتفاع الاسعار.