صوت بيروت انترناشونال
كلادس صعب
كثر الحديث مؤخرا عن المبادرة الفرنسية .. انتهت ؟ هل يجري تفعيلها؟ أو باتت منسية لدى القوى السياسية اللبنانية .. طبعا لمعرفة أحوالها لا بد من العودة إلى اصحابها الفرنسيين خصوصا أن التحذيرات وردت من الايليزيه و”الكي دورسيه” من خطورة الأوضاع وبان لبنان سائر الى الانهيار والزوال .. مصدر مقرب من الإدارة الفرنسية يؤكد لـ”صوت بيروت انترناشونال” أن المبادرة هي صناعة فرنسية عملت عليها الإدارة بعدما درست الأرض جيدا و باريس تمتلك ارشيفا كاملا عن السياسيين وعن كافة العائلات الحاكمة والقوى الحزبية .. وهي سبق وارسلت في البداية فريقاَ كشافاَ يستطلع اراء اللبنانيين بما يعرف بالـ
éclaireur” تمكن من صياغة الحلول وحصل على الموافقات بالاجماع عليها.
ويضيف المصدر ان هذا الفريق سلم اوراقه ودراساته وآراء القوى كافة الى الديبلوماسية الفرنسية التي صاغت المبادرة التي حملها الرئيس إيمانويل ماكرون معه الى بيروت تمهيدا لاقرارها مع جميع الأحزاب والقوى اللبنانية التي سبق وايدوها من خلال جولات الفريق المستطلع .. اذا يضيف المصدر المبادرة تختلف كثيرا عن الوساطة وفرنسا لم تكن وسيطا بين الافرقاء اللبنانيين بل حضرت بشخص رئيسها الذي حصل على تعهد الجميع للسير بمبادرته وقصر الصنوبر شاهد على رفع الأيدي بالموافقة .. صدق عبارة برلمانية لبنانية لم تعمر طويلا.
اذا فشل المبادرة هو فشل لبناني يتحمل اللبنانيون تداعياته بعدما تراجعت القيادات عن تنفيذ البنود والوعود .. ومنعا لأي انفجار شعبي لا تحمد عقباه و لا يعرف خطورته الامنية فإن فرنسا ابلغت المعنيين عن ضرورة تأليف الحكومة وان طعمت بأخصائيين سياسيين أو ما بعرف بالتكنو-سياسي ..وهذا يعني تعديل في أولى بنود المبادرة المؤلفة من ثلاثة بنود.
وحذر المصدر المقرب من الإدارة الفرنسية من اي تأخير في تأليف الحكومة ومساء الاثنين هو الموعد الحاسم لان أية عرقلة تطيح اجتماع الاثنين ستؤدي بالدولار الى اختراق السقوف العالية وهذا مؤشر للفوضى في الشارع يؤدي إلى إحداث أمنية متشعبة الأهداف .. ويضيف محذرا أن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي خصوصا أن انفجار الوضع في لبنان سيؤدي إلى نزوح هائل للبنانيين ولمعظم المتواجدين في لبنان من سوريين وعراقيين وفلسطينيين وبالتالي فإن مشهد البواخر في المتوسط سوف يدق أبواب أوروبا من جديد كما حصل أثناء أحداث سوريا وهذا المشهد ستمنعه أوروبا ولو تحت البند السابع أو تحت أي بند آخر..
ولدى سؤال المصدر عن التدابير الأوروبية لمنع الانهيار الشامل ومنها تنفيذ العقوبات التي كثر الحديث عنها بحق القيادات اللبنانية المعرقلة .أوضح المصدر المقرب من الادارة الفرنسية بأن أوروبا مجتمعة وسويسرا ضمنا اتفقت على حجز اموال اللبنانيين المتعاطين بالشأن العام عندما تدعو الحاجة .. ولمزيد من التفاصيل يعتبر المصدر أن الدوائر الاوروبية تمتلك الداتا اليومية لحركة الأموال من أصغر دكان في اصغر قرية الى حسابات كل السياسيين اللبنانيين وهذا أمر بات واضحا للاتحاد الأوروبي .. وان ١٣٢ حسابا هم تحت المجهر ٤٤ حساب لمتعهدين كبار في وزارة الأشغال الكهرباء السدود والاتصالات وبعض الوزارات الاخرى وهؤلاء يعملون برعاية ودعم سياسي اما بقية الحسابات هي لوزراء وقادة وسياسيين .. هذه الحسابات متهمة بشبهة الهدر أو سرقة اموال قدمتها الدول الغنية في مؤتمرات باريس ١ و٢ و٣
وهنا الكي هو آخر الدواء حسب المصدر المقرب لان العقوبات الأوروبية هي أشد فتكا من الأميركية اذا فرضت على اي كيان فإن الهواء ستقطع عنه وعن كافة المقربين منه.
وينتهي اللقاء مع المصدر المقرب ولا تنتهي الأسئلة والخلاصة التي بشر بها اللبنانيين بأن أوروبا ستعيد بناء المرفأ وستؤمن الكهرباء .. لكن يبقى تفصيل بسيط هو أن ترفع ايران يدها عن لبنان ..و هذا ما يسعى إليه الرئيس ماكرون الذي صرح منذ أيام :توقعوا مقاربة جديدة للتعاطي مع أزمة لبنان.