أحمد منصور
اعتبر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، «ان الخلافات على صعيد الدول العظمى والأزمات الإقليمية، بالإضافة الى العقد السياسية الداخلية الحادة، تحول دون توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري خلال لقائهما المنتظر في قصر بعبدا الاثنين المقبل، على تشكيل الحكومة».
ورأى فهمي ان الأمر صعب في ان نصل الى حكومة الآن، لكنه لم يستبعد ان يكون الحل من خلال تسوية دولية متوقعة، شئنا ام أبينا، دائما هناك محطات في لبنان، بصمات الدول فيها ظاهرة، مبديا تخوفه من فلتان الشارع نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة».
وقال فهمي في حديث لـ «الأنباء»: ان إعاقة تشكيل الحكومة له أسباب أعمق بكثير مما يبدو، وإذ رحب بدعوة رئيس الجمهورية للرئيس المكلف الى قصر بعبدا، قال: الحمد لله شهدنا بسبب ذلك هبوطا للدولار بقيمة 5 آلاف ليرة، معتبرا ان هذا يؤكد ان لعبة الدولار سياسية وليست اقتصادية، لافتا إلى ان أي توافق سياسي وحلحلة بين الدول الكبيرة والإقليمية، تنعكس انفراجا للوضع في لبنان، مؤكدا انه متفائل جدا بخروج لبنان من أزماته المستعصية رغم كل الصعاب والتحديات.
وردا على سؤال حول المخاوف من أحداث أمنية قال: أنا كوزير داخلية مهمتي مرتبطة بالسياسة، والمنظومة السياسية والأمنية منظومة واحدة، فإذا كان هناك خلافات سياسية حادة، ليس هناك من أمن، وما جرى في بعبدا «نفس» الشارع، ونأمل ان نصل الى النتائج المرجوة.
وأضاف: «أنا أدق ناقوس الخطر، وأطلب من المعنيين والسياسيين والأحزاب الفاعلة، ضرورة التوافق لتشكيل حكومة إنقاذ لما تبقى من هذا الوطن، مبديا الأسف الشديد كونه لم يلتقط أحد هذا الإنذار.
وعن تعامل القوى الأمنية مع المحتجين في قطع الطرق، أكد ان وزارة الداخلية أعطت توجيهات للعسكريين بقمع اي تهديد يعكر السلم الأهلي، مشيرا الى ان القوى الأمنية تبذل جهودا كبيرة من اجل الحفاظ على السلم والأمن في البلاد، على الرغم من وجود مليون ونصف نازح سوري و400 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة الى الشعب اللبناني، وهذا أمر يتطلب قدرات وإمكانات كبيرة، لافتا الى هذا الوضع يستنزف 33%، من قدرات لبنان، موضحا ان الأوامر لم تعط للقوى الأمنية بقمع التحركات، أو فتح الطرقات بالقوة، بل بالتفاهم منعا وخوفا من سقوط نقطة دم.
وأبدى الوزير فهمي تخوفا وقلقا كبيرا من الأشهر المقبلة من مغبة رفع الدعم.
وردا على سؤال حول موقف قائد الجيش العماد جوزف عون من المحتجين قال: انه موقف صادق، ويدق ناقوس الخطر أيضا، نحن والعماد عون على نفس التفكير والتوجه، وهو تحدث بشكل واقعي».
وتطرق فهمي إلى علاقة لبنان مع دول الخليج، فذكر بالعلاقة التاريخية التي تجمع لبنان والكويت، ونحن لا يمكننا ان ننسى فضل الكويت ودول الخليج العربي، في دعم لبنان أكان على صعيد المحافل الدولية او على صعيد المساعدات، وهنا أخص بالذكر الكويت والسعودية وقطر والإمارات، تجاه لبنان، لذلك علينا ان نكون أوفياء لهذه الدول الشقيقة، مشيرا إلى انه زار في اليومين الماضيين دولة قطر لطلب مساعدات لصيانة آليات قوى الأمن الداخلي، فكان هناك تجاوب كبير. وأكد ان لبنان لا يمكن ان يخرج من الحضن العربي، مشددا على ان الحل في الدول العربية وليس في مكان آخر.
وختم الوزير فهمي بتوجيه التحية للكويت أميرا وحكومة وشعبا، التي وقفت الى جانب لبنان في أحلك الظروف.