تحت عنوان "أزمة لبنان: رئيس الوزراء عالق في منصبه بأقل من ألف دولار شهرياً"، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقابلة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بدا فيها متحمسا لمغادرة منصبه، بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري.
"محتجز" بعد 7 أشهر على استقالته في دولة على شفير الانهيار.
وفي حديثه إلى الصحيفة، رأى دياب نفسه "محتجزاً" بعد 7 أشهر على استقالته في دولة على شفير الانهيار. وعلّق على الاسقالة التي أتت بعد 6 أيام على انفجار المرفأ في آب الماضي، بالقول: "إنّها الوظيفة الوحيدة في العالم التي تستقيل منها ولكنك تبقى عالقاً". وفي ظل عدم تشكيل الحكومة الجديدة، أشار دياب إلى أن هذا الوضع يفرض عليه "التعامل مع جميع المشاكل"، فيما "المشاكل إلى تفاقم".
واذ رأت الصحيفة أنّ الخلل السياسي دفع البلد "الهش" نحو انهيار اقتصادي كامل، نقلت عن دياب وصفه للوضع الحالي بـال: "الكارثة المالية الحادة"، منوهة إلى ما كشفه وزير الداخلية في حكومة الأعمال محمد فهمي في الاسبوع الماضي عن مخاطر أمنية، لدى قوله "ليس في مقدورنا تنفيذ 90% من مهامنا لحماية الوطن والمواطنين.. الأمن تلاشى وكل الاحتمالات مفتوحة".
وفي حين ربطت الصحيفة بين تعافي البلاد والحصول على خطة إنقاذية من "صندوق النقد الدولي"، قالت نقلا عن دياب، إنّ حكومة تصريف الأعمال عاجزة عن التفاوض مع الصندوق، بحكم انتظار البلاد ولادة الحكومة الجديدة.
ونقلت الصحيفة عن دياب تحذيره من أنّ "انتظار الحريري أسبوعاً إضافياً بغية تشكيل الحكومة هو بمثابة امتداد للوضع الاقتصادي والمالي الحالي سنة إضافية". من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن دياب أنّه "رهينة السياسة اللبنانية، والطريقة التي يدير بها السياسيون المشهد السياسي في البلاد منذ سنوات".
دياب الذي سبق أن كان وزيرا للتعليم في حكومة سابقة، أبدى للصحيفة انصدامه من تصدي النواب للإصلاحات، ولم يبرئ منهم الذين منحوا حكومته الثقة، بل أن "نسبة كبيرة منهم، بمن فيهم الذراع الشيعية، عملوا ضدنا بعد منح الحكومة الثقة".
وفي تحليله لأسباب ازدياد عزلة لبنان الدولية، تحدّث دياب عن إعطاء "حزب الله" الثقة لحكومته، متسائلاً: "هل قمت بأي زيارة لأي مكان؟ هل دعاني أحد؟ هل استجاب أحد لاستعداد زيارة المنطقة العربية؟". وأضاف: "هناك إشارة واضحة من الجميع، وليس على المستوى الإقليمي فحسب بل الدولي أيضاً، إلى عدم الانفتاح على لبنان ماليا واقتصادياً، لأنّهم يعتقدون أنّ هذه الحكومة هي حكومة "حزب الله". وفي السياق، شدّد دياب على أنّ حكومته "أكثر استقلالاً من أغلبية الحكومات"، لا بل أنها "أبعد ما يكون عن "حزب الله".
وعلى مستوى انهيار الليرة التي تجاوزت الـ 13 ألف ليرة أمام الدولار، قال دياب إنّ "راتبه بات يساوي ألف دولار بعدما كان يساوي 7300 دولار في غالبية الحكومات".
وعن أداء حكومته، اعتبر دياب أنّها أحدثت فرقاً على صعيد خطة التعافي المالي وعودة النازحين، لكن هذ التوصيف الإيجابي للأداء الحكومي لم يمنعه من وصف العام الماضي بـ"الجحيم". لكنه في المقابل ليس نادماً، إنما لا يعتقد أنّه سبق لأي حكومة أن تعاملت مع هذا الكم من الأزمات المتوازية في وقت واحد".
ولقراءة المقال عبر فاينانشيل تايمز كاملا:
https://www.ft.com/content/1695df1b-4fc7-4461-b529-118588dd0c88