في خطوة غريبة، خرج الشيخ ماهر حمّود مستخدما منبرا دينيا في خطبة يوم الجمعة الفائت، ليشنّ هجوما تخوينيا على "صوت بيروت انترناشونال"، ويخوّن الاعلاميين العاملين في صفوفها.
وقال حمّود ان المؤسسة "مؤامرة بشعة تهدف الى ايقاع الفتن بين اللبنانيين وتضع على رأس اولوياتها تشويه المقاومة بالأكاذيب والدجل". وأضاف بالحرف الواحد: "ما يسمى مشروع صوت بيروت انترناشونال الذي اشترى ذمم كثير من الصحافيين وكثير من وسائل الاعلام، وما لا نراه هو افدح بكثير بالتأكيد... نقول ان هذا المشروع المشبوه يحدث ضررا مباشرا بأكثر الجهات السياسية اللبنانية: حزب الله، تيار المستقبل، حركة امل، التيار الوطني، والاشتراكي جزئياً وقوى اخرى ايضا، كل هؤلاء لا يستطيعون وقف هذا المشروع المشبوه؟ كيف ذلك؟ الجواب كما قال احدهم: هو مدعوم سعوديا فلا نستطيع وقفه، اذن هنالك احتلال سعودي وليس ايراني كما يقولون، او نفوذ فائق على الأقل، فلنكن على حذر".
في الامر ما يثير الريبة في أكثر من نقطة. هل أن المنبر الديني مكان مناسب لاطلاق حملة تخوين؟ هل أن يعمل اعلامي مع وسيلة اعلامية يعني شراء ذمّته؟ هل أن العمل في المؤسسات الموجودة والمعروفة مصادر تمويلها شيء عادي وحسن، والعمل في "صوت بيروت انترناشونال" خيانة عظمى؟ لماذا؟ هل لأنها مموّلة من شخصية لم تتورط في وحل الفساد الداخلي؟ والأكثر. متى شنّت المؤسسة المذكورة حملات تشويه وأكاذيب ضد احزاب السلطة؟ وهل ينتظر اللبنانيون "صوت بيروت" ليلمسوا لمس اليد انها فشلت فشلا ذريعا في ادارة الدولة لا بل نهبتها علنا!
اما كان الاجدى بالشيخ الموقر الذي نحترم ان يلتفت الى الجائعين بدلا من انتقاد انتفاضهم في الطرقات؟ والم يكن الاجدى به الردّ بالسياسة على السياسة؟ أم ان الاعلام مكسر عصا؟