بين العماد واللواء
بين العماد واللواء

خاص - Saturday, March 13, 2021 7:10:00 AM

الاعلامي د. كريستيان أوسي

في اعتقاد سياسي مخضرم أنّ المرحلة المقبلة تَرسُمُ ملامحها التطورات التي قد تنتج عن حركة عسكريَين إثنين:
قائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم.
ففي الحركة المكوكية للّواء ابراهيم مشروعُ حلٍ ينطلق من تدوير الزوايا في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، عمادها ثلاث سيبات، واحدة منها تضم 6 وزراء مسيحيين، 5 لرئيس الجمهورية وسادس يسميه حزب الطاشناق، على أن يكون توافق بين الرئيس عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، في شأن حقيبتيْ الداخلية والعدل.
يقول السياسي المخضرم إنّ الكرة الآن ستنتقل الى مرمى الرئيس المكلّف، فإذا تمَّ التوافق على هذه الصيغة، يمكن عندها الانطلاق نحو اللقاءات الثنائية ووضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة.
...هذا، متى حصل، سيثبت بالدليل القاطع أنّ المشكلة كانت داخلية وأنَّ حلَّها أَمكَنَ داخلياً...
أما إذا تعثرت الأمور ونشأ المزيد من العقد، خصوصاً لناحية حقيبتيْ الداخلية والعدل وهوية الشخصين اللذين سيتولّيان هذه المسؤولية، عندها سيكون جلياً أنّ العرقلة خارجية وأنّ مطالب بعض الافرقاء في الخارج هي التي تمنع تشكيل الحكومة، لألف سبب وسبب.
وبالنسبة الى الكلام الواضح الذي صدر عن قائد الجيش في لقائه الموسّع مع قادة الأجهزة والوحدات، فهو كان مصدر استقطاب للكثير من متابعي الشأن اللبناني، في الداخل، وكما في الخارج.
الملفت في كلام قائد الجيش أنّه عبّر صراحة عن وجعِ تعاني منه المؤسسة، وعن رفض القيادة لكثير من الاساليب التي تتعامل بها القوى السياسية مع الجيش وحاجاته، إضافة الى رفض مطلق للاسلوب الذي تدير به الطبقة السياسية إياها شؤون البلاد، خصوصاً بعد تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فالشعب جاع ويعاني الفقر.
هو جرس إنذار قرعه القائد الذي عبّر عن امتعاض من حصار ميزانية المؤسسة العسكرية التي باتت تعاني نقصاً حاداً في الموارد المالية كما المعيشية واللوجستية.
موقف اليرزة المستجد شكّل محطّ اهتمام لكثير من مراكز الدراسات المهمة، وفي واحدة من الدراسات الموضوعة تحليل لهذه المواقف خلص الى الآتي:

1- الجيش يرفض إقحامه في اللعبة السياسية الداخلية التي صارت مرفوضة من الشعب وباتت تكلفتها ونتائجها باهظة.
2- التأكيد على وحدة المؤسسة مع الشعب، فهذه جاعت وهذا جاع، وما عادت الرواتب تكفي لسد الحاجات المبدئية، وهذا الأمر يوحّد بين الموجوعين، لا العكس.

لعلّ هذا ما يبرّر الحاجة الماسة والملحّة لضمان وصول المساعدات العسكرية والحياتية الى الجيش، كما يبرّر السعي من أجل تأمين وصول ما يكفي لإراحة المؤسسة بما يكفل لها ضمان الرواتب للعسكريين، الذين يعانون من وطأة الضغط الاقتصادي، تماماً كما كل اللبنانيين.
في هذا الاطار، يعرب المسؤول السياسي المخضرم عن إيمانه بأنّ السلطة السياسية ستسعى الى بذل الجهد الممكن لإرضاء المؤسسة، ولو بالحدّ الأدنى الممكن، علّها تأمن جانبها، في وقت هي في أمسّ الحاجة اليها وإلى خدماتها... على أكثر من صعيد.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني