محمد شعيب
إندلعت في 17 من تشرين الأول عام 2019 سلسلة من الإحتجاجات المدنيّة في لبنان بسبب عزم حكومة الرئيس الحريري زيادة الضرائب على البنزين، التبغ إضافة إلى ضريبة ال6 دولار على تطبيق الواتسأب .
وأجّجت رعونة السلطات اللبنانية في التعاطي مع الأزمات الداخليّة الشارع حيث تظاهر مئات الآلاف في مختلف المدن اللبنانية وطالبوا بإستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل حكومة من الإختصاصيين .
ورغم إستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل حكومة الرئيس حسان دياب إلا أن الآزمة إزدادت تعقيدا مع إنهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي ناهيك عن إزدياد في نسبة البطالة وخط الفقر .
وأعلن عدد من الأحزاب اللبنانية دعمهم الشعب اللبناني في مطالبه المحقّة أولّهم حزب الكتائب الذي أعلن إستقالة نوابه من البرلمان اللبناني ، كما دفعت التظاهرات الشعبيّة إطلاق مواقف مؤيّدة وداعمة للشعب أبرزها من الحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري الذي أعلن عبر أمينه العام النائب أسامة سعد دعمه لكافة الإحتجاجات التي تطال الطبقة السياسيّة وإنضم أيضاً مناصرو حزب القوات اللبنانية إلى الشارع وعمدوا إلى إقفال بعض الطرق والتظاهر بأعداد كبيرة .
لا شكّ أن الثورة إستطاعت تحقيق أهداف غير مباشرة أبرزها كسر حاجز الخوف وفضح السلطة ووعودها الكاذبة ، هذه السلطة التي أطلقت وعلى مدى أكثر من 10 سنوات وعوداً بمعالجة الفساد خصوصاً في ملف الكهرباء الذي كلّف الخزينة اللبنانية أكثر من 40 مليار . وأدّى إنكشاف سرقة السلطة إلى إنهيار الليرة اللبنانية ناهيك عن سرقة أموال المودعين وأزمة معيشية حادّة بدأت تقضي شيئاً فشيئاً على ما يملكه المواطن اللبناني من جنى عمره .
ورغم أن وتيرة التظاهرات تراجعت نسبيّاً إلا أن الشعب اللبناني أصبح مقتنعاً أن المنظومة الفاسدة التي حكمته هي السبب في هذا الخراب وأن الحل الوحيد هو إنتخابات نيابية مبكّرة تؤسس لمرحلة جديدة يبدأ فيها الإصلاح .
يتّفق إثنان أنه وبعد مرور عام ونصف وصلت الثورة إلى طريق مسدود بعدما ثبت تلطي السلطة الفاسدة بمؤيديها ومنظومتها الفاسدة ، كما أن الثورة صعّدت من مواجهتها بشكل مباشر بوجه الفساد والسلاح غير الشرعي معاً بعدما اصطدمت بالفريقين في الشارع بشكل مباشر لقمعها ، ومن هنا يعتبر البعض أن من أخطاء الثورة طرح مواضيع تحتاج لإجماع وطني وبالتالي ربّما هذا الأمر جعل مؤيدي الثورة يتراجعون نسبيّاً في زخمهم .