إستقبل مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو قبل ظهر اليوم في دارته في الجية، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، في حضور نجلي المفتي القاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو ومدير "معهد برجا الفني" حامد الجوزو، وجرى عرض للأضاع العامة في البلاد، وتأكيد "العلاقة الأخوية والتاريخية التي تجمع لبنان والمملكة العربية السعودية التي كان لها الدور الأساسي في انهاء الحرب الأهلية اللبنانية"، والتشديد على "الدور السعودي الجامع لكل اللبنانين".
الجوزو
بعد اللقاء، شدد المفتي الجوزو في تصريح على "الترحيب بسفير مملكة الخير الصديق وليد بخاري المحبوب من جميع اللبنانيين"، وقال: "ان للمملكة العربية السعودية مكانة كبيرة في قلوب المسلمين واللبنانيين ككل، وعلاقتي بها تمتد لعشرات السنين، حيث عاصرت كبرى الشخصيات السعودية وما لمست منها الا الحكمة والاعتدال ونبذ التطرف، حيث كنا نلتقي عندما نزورها كلبنانيين من كل المذاهب سنة وشيعة، ولا ننسى دورها، حيث كانت السبب في وقف الحرب الأهلية في لبنان من خلال اتفاق الطائف، الذي كان خلفه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي عمل على وقفها وإعادة بناء لبنان من جديد".
أضاف: "ان ما قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان بتشجيع ودعم من المملكة السعودية التي كانت تثق به كثيرا، فاستطاع اعادة بناء لبنان عبر شق الطرقات والأوتوسترادات بين المناطق والمدن، لا سيما بين بيروت والجنوب، ما سهل وصول ابناء الجنوب والجبل الى بيروت، فقرب المسافات بين اللبنانيين"، مشيدا ب"البعد العلمي والخدماتي الذي تميز به الرئيس الشهيد الحريري الذي رعته المملكة السعودية واحتضنته كما احتضنت عددا كبيرا من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وعلى رأسهم الأخوة من الطائفة الشيعية"، وندد ب"كل محاولات التطاول على المملكة واشاعة الحقد والكراهية ضدها"، مؤكدا ان السعودية "تفتح قلبها للجميع".
وتابع: "سعدت اليوم بلقاء سعادة السفير ونحن التقينا كأصدقاء، وهو يعمل جاهدا على تقريب المسافات بين اللبنانيين من مختلف الطوائف"، معتبرا ان "مشكلة لبنان الكبرى ليست سنة وشيعة، هذا افتراء، بل بتدخل بعض الدول التي ليس لها صلة بلبنان في الشأن اللبناني، فأساءت اليه وعرضته للخطر من خلال ما وصلنا اليه من فشل سياسي ومالي واقتصادي وفقر".
ورأى ان "هناك من يحاول بشتى الطرق تعكير العلاقات بين اللبنانيين"، داعيا الى "التمسك بالوعي والوقوف بوجه كل محاولات اشعال الفتن الطائفية والمذهبية"، مؤكدا ان "الطائفة السنية حملة الراية الانسانية والوطنية وقدمت التضحيات دفاعا عن لبنان وحرصا عليه منذ الاستقلال"، مشددا على "الاستمرار بالدعوة الى التفاهم بين الشركاء بعيدا عن كل محاولات التعصب".
وعن دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى مؤتمر دولي، قال الجوزو: "ان ما طرحه البطريرك الراعي وطني بإمتياز، وهو أحرج الجميع عند طرحه الحياد، حيث أراد ان يقول للذين يتدخلون في الشأن اللبناني، نحن على الحياد ولا ندخل في العداوة مع اي طرف، ولا نريد لاي طرف ان يتدخل في شؤوننا. نريد ان نكون للبنان وان نعمل على انقاذه".
اضاف: "ما نعيشه اليوم هو ضحية الاتفاقات التي جرت في لبنان، ومنه اتفاق مار مخايل - اتفاق حزب الله والتيار الوطني الحر - فبدل ان يكون هذا الاتفاق مساعدا على مواجهة الخلافات في لبنان، للأسف رعى الفساد الذي استشرى في لبنان، لذلك نريد من حزب الله ان يكون للبنان فقط، يعني ان يكون لبنانيا ولا يحمل جنسية أخرى".
وعن موضوع تشكيل الحكومة، اعتبر الجوزو ان "التدخل الخارجي يعيق تشكيلها"، لافتا الى ان "الفريق الرئاسي وحزب الله يدمران اتفاق الطائف ويضربان القواعد التي تجمع كل اللبنانيين. ان لبنان ليس ملكا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون او لتياره، بل ملك جميع اللبنانيين، ونحن نحرص على انقاذ لبنان ليبقى هذا الوطن الصغير مجتمعا، والا يقع ضحية التعصب الطائفي والمذهبي. المسألة ليست سنة وشيعة كما يصورها البعض، الشعب اللبناني لم يعد يحتمل هذه الاوضاع المدمرة".