بعد عقد من الحرب.. كيف استطاع بشار الأسد الصمود في السلطة؟
بعد عقد من الحرب.. كيف استطاع بشار الأسد الصمود في السلطة؟

دولية وإقليمية - Tuesday, March 9, 2021 4:06:00 PM

DW

لقراءة المقال كاملا عبر DW اضغط هنا

قبل عقد من الزمن، انطلقت ثورات شعبية في عدد من الدول العربية ضد التسلط والقمع والفقر. وأطاح الغضب برؤساء وأنظمة دكتاتورية حكمت بلدانها بقبضة من حديد لعقود، وإن لم تأت دائماً بالحرية والرخاء المنشودين.

وحده الرئيس السوري بشار الأسد ظل متمسكا بكرسيه رغم كل الدمار الذي حلّ بشعبه. فقد أسفرت عشر سنوات من الحرب عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان. ويسيطر نظام الأسد اليوم على نحو ثلثي مساحة البلاد، فيما يعاني الشعب من أزمة اقتصادية حادّة مع نضوب موارد الدولة وتداعيات عقوبات دولية مفروضة على النظام وأركانه.

عوامل استفاد منها بشار الأسد

حسب خبراء وسياسيين، استفاد الأسد من تقاطع عوامل داخلية أبرزها تحكّمه بالقوات الأمنية والعسكرية، وخارجية على رأسها تلكؤ الغرب في استخدام القوة ضده، مقابل دعم عسكري حاسم من إيران ثم روسيا. يضاف إلى ذلك الصبر واستثمار عامل الوقت، وهي الصفة المشهود بها لعائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ بداية السبعينات.

ويقول السياسي اللبناني المخضرم كريم بقرادوني لوكالة فرانس برس "بعدما طالب العالم كله برحيله قبل سنوات وظنّ أنه سيسقط، يريد اليوم أن يجد الحلّ معه. لقد عرف الأسد كيف يستثمر عامل الوقت". يضاف إلى ذلك الدور الذي لعبه الجيش في بقاء الأسد في السلطة، فوفق بقرادوني، أثبت الجيش السوري "أنه جيش عقائدي ونظامي تمكن من الاستمرار وحماية النظام في أسوأ الأوضاع، ولم ينقلب عليه كما في دول أخرى، وهذا ما جعل الأسد نموذجاً استثنائياً فيما يُعرف بثورات الربيع العربي".

الطرح ذاته، يؤكد عليه الباحث في معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي توما بييريه، معتبرا أن العوامل الداخلية التي ساهمت في بقاء الأسد في السلطة تحمل عنوانا واحدا مفاده، "استمرار ولاء قيادة الجيش التي تعززت خلال عقود بأقارب الأسد وأتباعه" من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها. وشكّل هؤلاء "على الأرجح أكثر من ثمانين في المئة من الضباط في العام 2011 وشغلوا كل منصب مؤثر عملياً" داخل الجيش.

عطفا عن ذلك، لم تفرز بنية النظام شخصيات قيادية يمكنها لعب دور بارز في مواجهته، لا بل "قطعت الطريق على أي شخصية حاولت أن تبني حيّزاً لها" في مستقبل البلاد، بحسب بييريه. وذلك وسط الرّهان على تركيبة المجتمع المعقدة ووجود انقسام عرقي بين عرب وأكراد، وطائفي بين سنّة وعلويين وأقليات، أبرزها المسيحية، رأت في النظام العلوي حامياً لها خصوصاً مع تصاعد دور التنظيمات الإسلامية والجهادية.

"المعارضة هي إحدى الخيبات"

من أبرز النقاط التي ساهمت في بقاء الأسد، هي ومن دون الشك، فشل المعارضة السورية على اختلاف مكوّناتها بتوحيد صفوفها وتقديم بديل جدي عن النظام، وفق ما يذهب إليه المحللون. وذلك بعد  خسائر ميدانية متتالية، ساهمت في كبح صوتها وتشتيت قياداتها التي تتحرك بالأصل وفق أجندات داعميها، يقول المنتقدون.

وعقدت أولى اجتماعات المعارضة مطلع حزيران/يونيو 2011 في مدينة أنطاليا التركية، بعد أسابيع من بدء التظاهرات الاحتجاجية في سوريا. وشارك في الاجتماعات ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وعن "إعلان دمشق" الذي ضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وشخصيات كردية وشبّان يشرفون على تنظيم التظاهرات.

وبعد تأسيس ما سمي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تشرين الأول/أكتوبر 2011، بات ينظر إليه كجهة أكثر تمثيلاً للمعارضة، في ظل خسائر متلاحقة لقوات النظام على أرض الميدان. وحظي الائتلاف باعتراف رسمي من أكثر من مئة دولة غربية وعربية في مؤتمر "أصدقاء سوريا" نهاية العام 2012 بوصفه "ممثلاً وحيداً للشعب السوري".

في هذه الأثناء، بدأتسلميّة التظاهرات تتلاشى بعد قمع عنيف ووحشي تطوّرالى نزاع مسلح ، دخلت على خطه تدريجياً دول عدة، خليجية كقطر والسعودية أرسلت مالاً وسلاحاً للمعارضين، وغربية وعربية صدحت ببيانات مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد.

مع عسكرة النزاع، تعدّدت الفصائل المقاتلة التي تلقت دعماً من جهات ودول لها أجندات خاصة، ولم تحظ بدعم عسكري كافٍ لدحر قوات النظام كما توقّعت، لخشية الغرب من تكرار سيناريو الفوضى الليبي.

وأسهم تصاعد نفوذ التنظيمات المتشددة لا سيما تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ العام 2014 بإضعاف المعارضة سياسياً وعسكرياً. ومع استقطاب التنظيم آلاف المقاتلين الأجانب وتنفيذه هجمات دامية في الخارج، انصبّ تركيز المجتمع الدولي بقيادة واشنطن على دعم الفصائل الكردية (التي بقيت خارج تكتل المعارضة) وحلفائها لمواجهة الجهاديين عوضاً عن دعم خصوم الأسد.

في مطلع العام 2014، شارك الائتلاف مع وفد من النظام في جولتي مفاوضات بإشراف الأمم المتحدة سعيا لإيجاد حل للأزمة، من دون إحراز تقدم. وبرعاية سعودية، تشكلت نهاية 2015 الهيئة العليا للمفاوضات التي ضمّت أطيافاً واسعة من المعارضة أبرزها الائتلاف وفصائل مقاتلة، تمهيداً لبدء مفاوضات جديدة مع النظام في جنيف.

وظهرت لاحقاً منصات أخرى تتحدث باسم المعارضة: منصة القاهرة التي ضمت معارضين من الداخل والخارج، ومنصة موسكو برئاسة نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل. في الداخل، نشطت مجموعات معارضة، بعضها مقبول إجمالاً من النظام، ضمت أحزاباً قومية ويسارية وكردية وشخصيات وطنية، لم يسلم بعض أعضائها من الاعتقال، وأخرى محسوبة على دمشق. وقد دعيت جميعها الى جنيف.

وبعدما كانت المعارضة تفاوض النظام في جنيف على مرحلة انتقالية بعد رحيل الأسد، تمهيداً لتسوية سياسية، باتت المحادثات تقتصر اليوم على لجنة دستورية تضمّ ممثلين عن الطرفين لبحث تعديل أو وضع دستور جديد.

في الخلاصة، لم تفرز المعارضة قيادة بديلة تشكل محاوراً يتمتع بالمصداقية للمجتمع الدولي، وبقيت رهينة أجندات دول تدعمها أو تحرّكها، ما شكّل خيبة أمل حقيقية للناشطين و"الثوّار". وحول ذلك يقول الناشط الحقوقي البارز مازن درويش الذي اعتقل لنحو أربعة أعوام في سجون النظام وخطف عدد من فريق عمله قرب دمشق، إن "المعارضة هي إحدى الخيبات"، مضيفا أن "بعض المعارضين يعملون كسفراء لدول أخرى ويمثلون مصالحها في سوريا (...) تعاملوا مع النظام كما لو أنه سيسقط خلال أشهر وكان الهم الأساسي من سيحظى بمنصب، بينما كنّا نحن نحلم بتغيير النظام والحريات وحقوق الانسان"...

لقراءة المقال كاملا عبر DW اضغط هنا

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني