مرت الساعات والأيام والشهور تمضي. 7 أشهر مرّت منذ 4 آب المشؤوم، 7 أشهر لم تتمكن من أن تكفكف دموع زوجات وأولاد وأمهات وآباء. 7 أشهر ودماء شهداء العاصمة لم تنشف عن أبنيتها ومن أزقتها... 7 أشهر والألم لم يخف ولم يتوقف.
البعض نسي والبعض يتناسى والحياة تمضي الّا في قلب من خسر عزيزا أو لا يزال حتى اليوم ينام في منزل لا سقف له!
تحقيقات ملتبسة وتصريحات من معنيين لا يشوبها الا تدجيلها وفراغها، جمود ما بعد الموت هذا بالتحديد التوصيف الذي يمكن أن نعطيه لها!
ولكن هل تعلمون أن هذا الجمود وهذا الموت هما بالتحديد ما خطف أحباءنا والعاصمة بالجسد، ثم بالروح مع دفن الحقيقة، وكأنه قدر كل من يموت ظلما في لبنان، أن يدفن مرتين لأنه مظلوم ان كان حيا أو ميتا.
تعتقد مع مرور الزمن أن الكلمات تضيع، ولكنها في الحقيقة لا تزال هنا، لكنها تعبت من الألم، وأصبحت تختبئ في قلوب مكسورة.
هذا الانفجار الذي ألبس اللبنانيين جميعا ثوب الحداد الأسود، لا يزال محفورا في الذاكرة والأرواح وضمائر من لهم من الضمير حفنة، باستثناء المعنيين الذين لم يعهدوا لا الضمير ولا مشتقاته.
هل تعلمون أن في 21 من الشهر الحالي يصادف عيد الأم، وهل تعلمون أن والدات الشهداء لا يسمعون عبارات المعايدات من أبنائهن الا في صلوات ستشرذمها وتقطعها وتخنقها دموع الموت؟!
ألكسندرا وجو وسحر ورالف ومن رافقهم في طريق الشهادة سيصرخون من فوق من السماء لأمهاتهم المكسورات على الأرض، علّ الأرض تهتز من كثرة الشوق وتنشق السماوات من كثرة الألم وتلتقي الأرواح في عيد الدنيا!
اسمحن لي يا أمهات أبطال رحلوا، أن أقول لكن باسمي وباسم كل لبناني "ينعاد عليكي يا امي"، اكتظت السماوات بالذين رحلوا تماما كاكتظاظ قلوبكن المكسورة بالألم.
وفي عيدكن ألف تحية من فوق، لا بد أن تنصفنا يوما عدالة السماء... وحتى ذلك الوقت تصبحون على صور شهداء معلقة على جدران عاصمة لا سقوف فيها!
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا