أكّد الإعلامي والكاتب السياسي جوني منيّر أن "المذنب بما يحصل اليوم هو الطبقة السياسية من دون إستثناء والإعلام تناول تطعيم النواب ولكن لم يتطرّق إلى ما حصل في القصر الجمهوري حيث البعض تلقّى اللقاح وعمرهم في الـ50"، مشيرًا إلى أن "خطة اللقاحات فاشلة جدا ويجب إتاحة المجال للقطاع الخاص مع رقابة على جودة المحافظة على اللقاحات للاستيراد."

وشدّد منيّر في حديث ضمن برنامج "رح نحكي كل شي" عبر إذاعة صوت كل لبنان مع الإعلامية سابين يوسف على أن "الطبقة السياسية أولويتها نفسها وليس الشعب اللبناني ويجب تغييرها برمّتها وليس فقط شخصًا واحدًا لأن المشكلة في كيفية التفكير والذهنية وهي وراء الأزمة والانهيار الحاصل اليوم ومع كل امتحان يظهر انه يجب اقتلاعها كليًا."

وتابع منيّر: "لم تُحسم بعد هوية من استقدم نيترات الأمونيوم وجرت حملة ضد الجيش وهذا يطرح علامة استفهام حول الموضوع ومن المرجّح ان الانفجار سببه التلحيم وليس هجومًا صاورخيًا، وعلى مستوى التحقيق، فالمسألة كبيرة ومتشعّبة والقاضي فاضي صوان بدأ يطال الرؤوس الكبيرة ولهذا اتّفقوا على تطييره"، لافتًا إلى انه "لا احد يرغب باكتشاف الحقيقة كاملة وحتى على المستوى الدولي لم يتم اعطاء صور الأقمار الصناعية لأن هذا أيضا بتعلّق بملف سياسي وانا أشك اننا سنصل إلى الحقيقة كاملة وشركات التأمين تحاول التذاكي في موضوع التعويض عن الخسائر."

واعتبر منيّر انه "لم يتغيّر أي شيء من الجمهورية الأولى إلى الثانية ولست خبيرًا اقتصاديًا ولكن نحن نعلم انه تأتي 6 إلى 7 مليارات من الخارج وحجم الفساد كان ضئيلًا ونرى اليوم أين أصبح، مردفًا ان "الوضع يتّجه إلى الأسوأ حاليًا ولكن لا أظن انه يجب ان نهلع على المدى المتوسّط والبعيد ولكن ليساعدنا الخارج علينا القيام بإصلاحات وتغيير الطبقة السياسية برمّتها وفرنسا يهمّها المضمون وان تكون هذه الحكومة خارج تأثير الطبقة السياسية."

وكشف منيّر أن "رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يريد من الحكومة ان تؤمّن له التفاهم على الوصول إلى رئاسة الجمهورية نقلًا عن الرئيس المكلّف سعد الحريري والحريري لا يريد إعطاء حزب الله وباسيل ما يريده ليحافظ على موقفه تجاه الأطراف الخارجية وحزب الله يريد فرض توازن قوى لمصلحته"، لافتًا إلى انه "إذا قام احد الأطراف بالتنازل من أجل المصلحة العامّة قد تتحلحل الأمور وحزب الله لا يحرّك ساكنًا لتسهيل الموضوع بل هو يترك الأمور تأخذ مجراها لأن الموضوع يناسبه ونحن في مرحلة انتقالية لا نعلم مداها لنصل إلى مرحلة تأسيسية للبنان"، مشدّدًا على ان "حزب الله سيكون طرفًا اساسيًا في مستقبل لبنان ولكن طرفًا سياسيًا وحصول حزب الله على غالبية مجلس النواب ورئاسة الجمهورية لمحوره جعل الحكومة حتى ولو برئاسة الحريري تحت هيمنته."

وأشار منيّر إلى ان "أي انتخابات نيابية مقبلة ستضعف حزب الله وهو يتخوّف من خسارة الغالبية النيابية وبعدها رئاسة الجمهورية وانا لا استبعد وجود عامل الاغتيالات في المرحلة المقبلة التي هي مرحلة انتقالية بالإضافة إلى المشاكل الأمنية الناتجة عن الوضع الاجتماعي."

وشدّد منيّر على أن "الجيش اللبناني هو الوحيد الذي يستطيع ضمان المرحلة الانتقالية ولهذا فإن الاستهداف السياسي والأمني والإعلامي للجيش غير بريء بسبب الحجم والتقدير الدولي الذي يحظى به قائد الجيش جوزيف عون بسبب نزاهته وتصرّفاته"، وتابع: "من يهاجم الجيش بفعل ذلك بسبب طموحه الرئاسي وأقول لهم "يا عيب الشوم."

وقال: "جبران باسيل حاول الأخذ من بشير الجميّل الخطاب المسيحي المتماسك وحاول اخد الحضور الشعبي من كميل شمعون ومقاربة المؤتمرات من حسن نصرالله ومن ميشال عون التفاهم مع حزب الله للوصول إلى الرئاسة"، مضيفاً أن "هذه التركيبة تجعله غير صادق وغير حقيقي امام الرأي العام وفي نظر الناس وهو يحاول استخدام نفس الأمر مع حزب الله ولكن هذا لن ينجح"، موضحًا ان "رئيس الجمهورية ميشال عون قدّم متنفسًا لحزب الله وغطاءً سياسيًا من خلال اتفاق مار مخايل خصوصا في ظل الانقسام السياسي الحاد حينها ولكن الظروف تغيّرت كثيرًا."

وأردف منيّر: "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيكون واضحًا في كلامه غدًا ولكنه أيضًا سيستخدم خطابًا موزونًا لتهدئة النفوس والرسالة من الغد ان الشارع المسيحي اصبح في بكركي وليس مع العهد وأيضا إعادة الروح لشارع 17 تشرين المسيحي الذي لم ينكفئ"، ملقيًا الضوء على "صراع عنيف ونقاش حاد داخل تكتل "لبنان القوي" حول التعاطي مع بكركي وهو ما يهدّد لحمته وهناك بداية فكرة حول دعوة البطريرك الراعي لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن والزيارة تخضع للتوقيت والنتيجة متوخّاة منها وموعدها قد يكون بعد أيلول وقبيل الانتخابات".

وكشف منيّر ان "هناك اتجاه لدى العديد من القوى السياسية لمحاولة تطيير الانتخابات النيابية وبعض الأوساط تقول انه عون لا يريد تسليم الرئاسة إلا إذا كان جبران رئيسًا للجمهورية ولكن الرسالة الدولية واضحة انه لا مجال لتأجيل الانتخابات النيابية".

ورأى أن "الشعب اللبناني عادة ليس بثائر بل للأسف يقوم بالحروب، ولذلك كانت 17 تشرين لحظة مميّزة ومن قام بهذه الثورة هي الطبقة الوسطى التي شعرت انها خسرت كل شيء والثورة لا تزال بالنفوس وغدًا سنرى جزءا منها التي ترفض الطبقة السياسية"، مضيفًا ان "من يريد ضرب الثورة هو من يحاول استخدام التجييش الطائفي ولكن هذا الأمر فشل بشكل ذريع في الأسبوعين الماضيين."

ولفت منيّر إلى أن "ودائع الناس اختفت وسيحاولون التعويض على المودعين، بعد الـhaircut، بأسهم والمسؤولية تقع في الدرجة الثالثة على المصارف والثانية على حاكم مصرف لبنان وفي الدرجة الأولى على الطبقة السياسية."

وختم معلّقًا على محاولات التضييق على الحريات بالقول: "لا احد يخوض معركة مع الإعلام ويربح، فالشعب اللبناني يختار الحرية دائمًا لذا من يحاول قمع حرية الرأي، بغض النظر عن الرأي، سيخسر."