الاعلاميّ د. كريستيان أوسّـي
على قاب قوسين من تحديد موعد جلسة مجلس النواب لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة وربط منحها الثقة بمضمونه، تبدو الامور عموماً غير واضحة تماماً...
ففي مقابل اصرار الحكومة برئيسها الدكتور حسان دياب على السير بخطى ثابتة نحو تحقيق تغيير ينشده الجميع لإنقاذ البلاد مما يحدق بها من مخاطر، وفي مقابل الثقة التي يتحدث بها رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عدم استحالة اقتراح الحلول.. في مقابل هذه الايجابيات، تتعقّد أحوال المنطقة وتُطرح الكثير من السيناريوهات ولاسيما بعد إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن صفقة القرن في واشنطن.
بالتوازي، يعيش لبنان مرحلة حساسة جداً مفتوحة على كل الاحتمالات، فإقتصاده يعاني، ومواطنوه يئنّون تحت وطأة التدابير المصرفية، وحال الركود تضرب كل القطاعات والهيئات والمؤسسات والخشية جاثمة من احتمال الوصول الى اسوأ.
الا ان بوادر الأمل لا تزول، ففي كل أزمة هناك ما يدعو الى تفاؤل ما...
في هذا السياق، تقول مصادر سياسية مطلعة إنّ خطوة الرئيس الاميركي في شأن صفقة القرن، وإنْ تكن كشفت عن نيّة الادارة المضيّ قدماً في خطة المستشار الأول جاريد كوشنير، مدعومةً بموافقةٍ معلنة او ضمنية من بعض الدول العربية، كما أفرزت المواقف بين مؤيّد ومعارض في منطقة الشرق الاوسط،
... هذه الخطوة أدّت الى وحدة في الموقف اللبناني، من منطلق رفض التوطين الفلسطيني بسبب انعكاساته وآثاره على البنيان الوطني.
من هنا برز اجماع داخلي على التصدّي لصفقة القرن، خصوصاً وأنّ للبنان حصّة في نتائجها، لها وجه إقتصادي وآخر كياني، وإنْ تكن الوعود التمويلية لنا هي الأقل بين الاطراف المعنية بالوجود الفلسطيني.
في هذا الاطار، توقفت الاوساط عند الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع برئيس السلطة الفلسطينية الدكتور محمود عباس، معلناً رفضه لصفقة القرن المبنيّة على لا توازن قانوني وأخلاقي.
قد يقول البعض:"رُبَّ ضارّة نافعة"، فكل المتخاصمين داخلياً توافقوا على التصدي للآثار الخطيرة لصفقة القرن على لبنان وإنْ تكن اهداف كل فريق متميّزة عن اهداف الفريق الآخر، من حزب الله الى القوات اللبنانية ومَن بينهما، هذه الوحدة من شأنها ان تشكّل قوة دفع للحكومة، فتستفيد من الوضع الضاغط في المنطقة، ومن رغبة هذه القوى المحلية في عدم وضع العراقيل، لتتمكّن من اقتراح خطّة طريق إنقاذية تلقى التأييد...
ويبدو ان هذا ما تفعله وينتظر ان تتظهر أولى بوادره ابتداءً من الاسبوع المقبل.
يبقى ختاماً ان نتمنّى ان تصدق التوقعات، فنرى قَبَسَ أملٍ في هذا الليل الطويل!