ماريانا معضاد
من الضروري أن يتابع كل مولود جديد برنامجاً لقاحياً لحمايته من الأمراض التي قد تهدّد صحته وحياته. وقد أظهرت الأرقام تزايداً لعدد إصابات الأطفال بمرض الحصبة في الآونة الأخيرة في لبنان، ما حفّز وزارة الصحة، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، على القيام بحملة وطنية لمكافحته. تعرّفوا معنا على أهمية تطعيم أطفالكم ضدّ مرض الحصبة وأسباب تزايده في لبنان، والى اللقاح الخاص به.
الحملة الوطنية لمكافحة مرض الحصبة؟
في سياق الحملة الوطنية للوقاية من مرض الحصبة بالتعاون بين وزارة الصحة واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، قالت د. جنيفياف باكويان، رئيسة برنامج «لكل طفل» في اليونيسف، والمستشارة الصحية السابقة لمنطقة آسيا الجنوبية وإفريقيا الجنوبية وللمقر الرئيسي لليونيسف، إنّه «في أوائل شهر آذار من العام 2018، ظهرت 4 حالات حصبة في ضواحي شتيلة في جنوب بيروت، ولم تنحصر الإصابات بالأطفال الفلسطينيين، بل طالت الأطفال اللبنانيين أيضاً. وهذه كانت القشة الأخيرة التي دفعت بوزارة الصحة في لبنان إلى اعلان انتشار الحصبة في 15 آذار 2018».
وأفادت د. جنيفياف، أنّ «مرض الحصبة يظهر في لبنان كل 3 إلى 4 سنوات. وقد انتشرت الحالات في جبل لبنان والبقاع وبعلبك. وسجّل العام 2018 944 حالة. وجرت الموجة الأولى لانتشار الحصبة في شهر آذار وآب 2018، في ثلاثة أقضية - جبل لبنان، البقاع وبعلبك. ثم بدأت الموجة الثانية في أواخر شهر تشرين الثاني في الشمال. ومنذ بداية الموجة الأولى، اتخذت الوزارة هذا القرار، فيما قدّمت اليونيسف دعمها الكامل للوزارة للذهاب إلى كل منزل في هذه المناطق لإيجاد الأطفال غير المطّعمين وضمّهم إلى برنامج المناعة».
وعُرفت هذه المقاربة بحسب د. جنيفياف بـ»عملية إسراع أنشطة التحصين. وجرت هذه العملية على مدار الساعة بهدف السيطرة على الانتشار. وتراكمت أعداد الإصابات مع الموجة الثانية إلى حوالى 2000 حالة حصبة. وبقي بعض الأطفال غير محصّنين ضدّ المرض على الإطلاق. لذا أرسلت منظمة الصحة العالمية واليونيسف بعثة إلى لبنان لتقييم الوضع القائم. وافادت توجيهات البعثة المشتركة القادمة من جنيف بضرورة إطلاق حملة كبيرة لرفع حصانة أو مناعة الأطفال، وذلك لأنّ لم يكن لدينا 95 % من الأطفال مطّعمين، وفي هذه الحالة، قد تظهر حالات جديدة».
في الواقع، شدّدت د. جنيفياف، أنّه «حتى لو كان 80% من الأطفال محصّنين ضد الحصبة و20% فقط غير محصّنين، قد نواجه انتشاراً لهذا المرض في السنة التالية. لذا كان توسيع نطاق اولوية في الحملة، فضلاً عن تحصين الأطفال الاكبر سناً للتأكّد من سلامة الجميع، فالحصبة مرض قاتل. لدينا لقاح فعّال للغاية، لذا يمكن الحدّ من الانتشار عن طريق تحصين اكبر عدد ممكن من الأطفال».
دور اليونيسف في الحملة
وضعت منظمة اليونيسف يدها بيد منظمة الصحة العالمية، لدعم وزارة الصحة في لبنان في الحملة الوطنية لمكافحة مرض الحصبة. وأشارت د. جنيفياف أنّه «عالمياً، اليونيسف هي الجهة التي تؤمّن اللقاحات للدولة في الحاجة. فأحضرت المنظمة إلى لبنان 1.6 مليون جرعة من الإبر لتغطية حاجة كل الأطفال في لبنان، وليس فقط الأطفال اللبنانيين - بل للسوريين والفلسطينيين أيضاً».
اذاً، أمّنت اليونيسف اللقاحات والسلع المرتبطة بها لأطفال لبنان، كجزء من دورها في الحملة. وشَمَلَ الدور الأهم بحسب ممثلة اليونيسف «إشراك المجتمع المحلي في الحملة، أي التأكّد ليس فقط من توفير اللقاح بل من ازدياد الطلب على اللقاح. اذاً الهدف لا يقتصر على توفير اللقاح، بل يشمل التأكّد من حصول كل طفل عليه. ونحن نعمل مع المدارس، ومع المجتمع، ومع البلديات، ولن نسمح بترك أي طفل من دون لقاح. هذا ما نسمّيه استراتيجية التواصل، ونحن لا نقوم به لوحدنا، بل مع البلديات والمنظمات غير الحكومية الشريكة مع اليونيسف، ومع الصليب الأحمر، وغيرها من المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية».
اللقاح
وفقاً لجنيفياف، «يتلقّى كل طفل جرعتين أو ثلاث من اللقاح ضد الحصبة. ومن المفضل إعطاؤه جرعة زائدة في حال وجود شكوك في تلقّيه اللقاح، وليس إعطاؤه جرعة بالناقص. ورداً على الشائعات حول اللقاحات التي نؤمّنها للبنان، نود التأكيد على سلامة هذه اللقاحات وجودتها. فنحن نقدّم لقاحات بقيمة 1,4 مليار دولار حول العالم».
وأضافت: «لم يتلقَ كل الاطفال في لبنان اللقاحات اللازمة بعد. ونحن نريد أن نعمل يداً بيد مع الأطباء المتخصصين بطب الأطفال، ليشاركوا معنا في الحملة. ونهدف إلى أن يتلقّى الأطفال كل اللقاحات اللازمة لحمايتهم من الأمراض، وليس فقط تلك التي تكافح الحصبة».