كريم حسامي
يبقى أمام إيران أياماً معدودة قبل تطبيق أولى مراحل المشروع الذي تبنّاه برلمانها حول الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي في حال لم تُرفع العقوبات الأميركية بالكامل.
كانت تنص المرحلة الأولى على طرد الجمهورية الإسلامية مفتشي وكالة الطاقة الذرية بحلول موعد تطبيق المشروع في 21 الجاري، أي بعد أربعة أيام، وفق ما قاله مسؤولون إيرانيون، غير أنها عدّلت من موقفها هذا الأسبوع قائلة إنّها "ستوقف العمل البروتوكولي الاضافي في حلول هذا التاريخ، أي إيقاف عمليات رقابة وتفتيش خارج اتفاقات الضمانات، لكنه لا يعني وقف رقابة الوكالة الدولية على برنامج إيران النووي بالكامل".
أما الموقف الثاني بعد التصعيد، فهو نفي إيران ان تكون بدأت إنتاج معدن اليورانيوم بعدما أكدت قيامها بذلك الأسبوع الماضي، فيما التراجع بلغ مستوى حرج عندما أفادت أنها شرعت فقط بمجموعة دراسات وأبحاث في هذا النوع من اليورانيوم.
لماذا قدمت إيران هذه التراجعات بعد الالتزام فقط بزيادة تخصيب اليورانيوم؟
أولاً، هناك مجموعة وساطات، منها أوروبية وقطرية وصينية، تعمل على إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وبالتالي لا يمكن لطهران مواصلة التصعيد وتقليص التزاماتها بالاتفاق لأنه سيُعقّد الأمور أكثر عليها، خصوصاً مع حلفائها ويزيد الضغط عليهاوهذا ما لا تريده.
هي التي طلبت مساعدة أوروبا لحضّ أميركا على العودة إلى الاتفاق، لذلك لا يمكنها غضّ الطرف عن مواقف القارة الأوروبية إذا أخّلت بالالتزاماتها، فضلاً عن الموقف البريطاني أنّ "أمام إيران فرصة للعودة للانخراط في المجتمع الدولي"، أي الالتزام بالاتفاق كاملاً.
ثانياً، أدركت إيران أنها لا يمكنها الاعتماد على الفترة الانتقالية التي يمر فيها بايدن للضغط عليه من أجل التنازل بعدما أثبت ذلك عدم جدواه في وقت طلبت موسكو من طهران ضبط النفس وعدم خرق الاتفاق أكثر، تحديداً بعد رفض الرئيس الأميركي رفع العقوبات.
تصعيد ميداني
ميدانياً، صعّدت ايران على جبهات عدّة للتعويض عن الهزائم السياسية المعنوية التي تؤديها التراجعات النووية، بدءاً بتصعيد الحوثيين الواسع في مآرب وضدّ السعودية عبر هجمات متواصلة ضد مطارات ومدن على الرغم من المبادرة الأميركية الايجابية بإزالتهم من لائحة الارهاب.
أما في العراق وبعد فترة هدوء، شنّت هجمات صاروخية على مطار أربيل، حيث مقر التحالف الدولي بقيادة الأميركي.
في لبنان الذي يستمر من دون حكومة لأجل غير مسمى لرفض إيران إعطاء فرنسا وماكرون اي مكسب خصوصاً في ظل احتمال خسارة الأخير الانتخابات أمام لوبان العام المقبل فيما سيستلم المتشددون الحكم في ايران بعد انتخابات حزيران، ما معناه ان ايران غير مستعدة لاي مفاوضات قبل الانتخابات.
في غضون ذلك، تستمر اسرائيل في ضرباتها ضد سوريا واستنفارها ضد حزب الله عبر مناورات متسارعة ومفاجئة.
يبقى السؤال: كيف سترد واشنطن على الاستفزازات الإيرانية وكيف سيتصرف ماكرون عند زيارته السعودية والامارات وغيرها من الدول العربية نهاية الشهر؟