لم تمنع قوانين حماية المرأة التي أقرها مجلس النواب مؤخرا، من استمرار آلة القتل بحق النساء، بل أن الانهيار الاقتصادي وقرارات الإغلاق، كان لها انعكاس سلبي على نساء لبنان، إذ ارتفع عدد شكاوى العنف الأسري، وارتفعت نسبة الجريمة بشكل عام، فيما بقيت الجرائم ذات البعد الذكوري بارتفاع مستمر!
فتلك الجرائم تبدأ بالتعنيف الأسري لتصل إلى حد القتل في بعض الأحيان، أما مرتكب الجرم فقد يكون أقرب المقربين للمرأة، كأن يكون زوجها، شقيقها، والدها، أو حتى حبيبها، ما يجعل بعض النساء فاقدات للأمان، حتى في بيوتهن!
وبعدما هز مقتل عارضة الأزياء زينة كانجو الرأي العام مؤخرا، هي التي برر زوجها قتلها بقوله "سكّتّا متل أي زوج بيسكّت مرتو"، أبت أختها أن تسكت عن حقها، فكانت رأس حربة في رفع الصوت لتحقيق العدالة لكنجو، وها هو زوج المغدورة بات مطلوبا من الانتربول الدولي بعد فراره لتركيا.
ولا عجب إن برر زوج كنجو، ومعنف لارا، وقاتل منال عاصي... وغيرهم قتلة نساء لبنان، جرائمهم باسم "الشرف"، فهم أولا وآخرا يستمدون تبريرهم للجريمة من أسباب تخفيفية يمنحهم إياها المجتمع، وهي أسباب مستمدة من ذكورية تكون المرأة ضحيتها الأبرز!
إزاء جرائم القتل والاغتصاب والعنف بحق نساء لبنان، كان لا بد من حملة بوجه الجريمة وبوجه كل من يبررها. انطلاقا من هنا أطلقت جمعيات نسوية وكذلك أفراد حقوقيون وإعلاميون، تغريدات اليوم عبر تويتر، تحت هاشتاغ #إسمها_جريمة، ليلقوا الضوء على بعض ما قاله قاتلو النساء في لبنان، تعريةً لتلك الأقوال، ورفضا لها، ورفضا لكل الممارسات التي قد تفضي إلى قتل النساء!
بدورها، نشرت النسوية حياة مرشاد بعض أقوال قاتلي النساء في لبنان، مذكّرة بقول "اعتبرت أن شي وصار"، وهي من أقوال قاتل منال تيماني، أما "نكعتا نكعتين وكنت أضربا من فترة لفترة"، فهي مقولة لقاتل رولا يعقوب، أما شربل الهبر، فتنصل من جريمة قتله لزوجته قائلا "هي وقعت من السيارة ما خصني".
بدورهم، أدان ناشطون جرائم القتل هذه، مفرغينها من مبرراتها، فالجريمة "مش نوبة"، و"مش فورة"، و"مش شرف". وهي "إسمها_جريمة لا شرف ولا انتقام ولا غيرة ولا حب"، أما القاتل فهو "مجرم"، ولا سبب يبرر الجريمة!
وفيما يلي بعض التغريدات: