ميشال جبور
مهما كانت الكلمة التي سيكتبها أي قلمٍ، ومهما كان الأمر الذي ستُكتب من أجله هذه الكلمة،ما إن تمتزج هذه الكلمة بأحقادٍ وسوداوية التفكير الذي لا يرى في مجريات الأحداث سوى انتقاصاً لعقله المجنون بالشرذمة والتخبط حتى يتحول هذا الكاتب لذئب مسعور.
إبراهيم الأمين، قد جرت عادتك منذ سنوات عديدة على إطلاق الجزاف وسيناريوهات المؤمرات والمخططات ومن ثم تعمد للتخفي والتلطي والهروب تارة من الأمن وتارة من المحاكم،في بعض الأحيان تستتر بصورة الثائر تشي جيفارا الذي لو كان حياً لكان صفعك ملء يده وفي بعض الأحيان تختفي من مكتبك ولا يعود لك لا أثر ولا عنوان عندما يداهمك أمن الدولة، وفي معظم الأوقات تتعمد القدح والذم بالكثيرين لغايةٍ في نفس يعقوب فترتطم كالساذج بمحكمة المطبوعات، والجميع يعلم كيف نقلت البندقية من كتف إلى كتف وكيف تمول اليوم جريدتك وطباعتها. لكنك في اليومين الأخيرين، وبدل أن ترتاح وتنظر ولو لمرة في حياتك لنقطة إيجابية تصب في مصلحة الوطن وأبنائه في بدء إطلاق سراح الموقوفين اللبنانيين ببادرة أخوية واحترام ومحبة كبيرين من دولة الإمارات الشقيقة وبجهود لبنانية عملت على القضية، عدت إلى ذهنية القهر الوسواسي وبدأت باستجلاب ملفات نسجتها في خيالك وركبت فصولها وأحداثها في اعوجاج عقلك، فتارة تريد الغمز من قناة المملكة السعودية وتارة تريد الغمز من قناة دولة الإمارات وتريد خلط أوراق احترقت ولم تعد تنفعك فقط لكي تثير زوبعة في فنجان يا فاقد المصداقية.
فأنت، لا تمثل اليسار البنّاء وهو براء منك،ولم تعد تمثل سوى نفسك وبعض الذين يستأجرون قلمك لزرع الأحقاد والفتن، لم يمكنك أن ترى ما مدى أهمية هذه الخطوة ومقدارها على صعيد لبنان بكل شرائحه وأطيافه، وأزعجك ومن وراءك هذا الإنجاز الذي يرتقي بالإمارات ولبنان معاً والتقارب الإيجابي بين البلدين والأفرقاء وخاصة بين حزب الله والإمارات بكل صدق وعمق الأمانة وبختم "الوعد الصادق" إن لم تكن تعرف فالآن أصبحت تعلم، ولم تستطع في رحابة خيالك وسعته في اختلاق البرقيات السرية وتقسيمات السلطة أن تجد مكاناً موضوعياً لمصلحة وطنك، حتى اصطدمت بمشاعر الكره وبذور النقص في عمقك ونصّبت نفسك ضليعاً في الأحداث العالمية والسياسات الخليجية، بل حتى بدأت في تسطير محاضر الضبط للعلاقة السعودية-الإماراتية ورسم معالم السياسة الخليجية وسبر أغوار تقلبات المنطقة، وكأن أحداً يكن لك اعتباراً، فكل ما أوردته في مقالاتك التي وللصدفة، تكثفت وازدادت فجأة، إنما لدغة بعوضة في قدم عملاق.
هل ظننت لوهلة أن أحداً لن ينتبه لحماستك الفجائية واستفحال المقالات في جريدتك العبثية واستقلابك للأمور بعد أن أفرجت الإمارات الشقيقة مشكورة عن أولى دفعات الموقوفين، هل ظننت لوهلة ان أحداً لن ينتبه بأنك ومن وراءك ممتعضون من إنجاز يشكل تقدماً على كل الأصعدة في العلاقة بين لبنان والإمارات، وهل حسبت للحظة مدى أهمية هذا التطور وإنعكاسه على آلاف اللبنانيين الذين يعملون في الخليج العربي وخاصة في الإمارات التي يوماً ما بخلت عنهم بشيء.
اطمئن، السعودية في أبهى عزها وتقدمها وستبقى والإمارات في أفضل حللها وبريقها وستبقى، والذين من أمثالك لا يمكنهم سوى أن ينفخوا باللبن، فالإحترام المتبادل بين المملكة السعودية ودولة الإمارات هو الذي سيأخذ المنطقة العربية إلى أيامٍ أفضل والتنسيق بينهما ليس بحاجة لتنظيراتك وسياستيهما الداخلية والخارجية ليست بحاجة لتأويلاتك وتخيلاتك،وكل استحضار لأحداث تتعمده ظناً منك أنه يؤثر أو يمكنه أن يخلق تجاذبات تصب في مصلحة مشغليك أيها المأجور فهو في أضغاث أحلامك، فكل ما فعلته هو أنك عدت البوق المحرتق الذي لا طائل من أقواله وبالتأكيد لا نتيجة مرجوة من أفعاله.إن العلاقة التي تجددت أواصرها بين الإمارات ولبنان وبيننا وبين الأخوة في التيار الإصلاحي في حركة فتح لن تزعزعها أفواه مستعرة من أمثالك، فالحكمة والصلابة هي أساسات هذه العلاقة وكل ما نشرته وأوردته هو خواء، وكل الأخوة والأفرقاء يعلمون أن إعلاء سقف خطاب الحقد يأتي خدمةً لمن يرى في التقارب اللبناني-الإماراتي تهديداً لمصالحه وعرقلته لخلاص لبنان والكل يعي تماماً من أية غُرفٍ سوداء تنطلق، وهذا ما سيزيدنا عزماً وحزماً على الإستمرار في هذا المسار الذي استشعارك بخطره وتصويبك عليه بأعتى كتاباتك المنحطة أكد ويؤكد صوابيته وأحقيته.
ابراهيم الأمين،اليوم أتمنى لو أننا كنا في ظل نظام كوريا الشمالية، عندها لرأيت ما كانوا سيفعلونه بك عندما تحاول تعكير صفو الأمور ومصلحة وطنك، فما تفعله لا يمت بصلة لحرية الكلمة والقلم، بل أصبحت على يقين بأن كل ما تمتهنه هو إسقاط القلم واغتيال حرية الكلمة الوطنية، وبذلك تسقط أنت من رتبة كاتب إلى رتبة مأجور.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا