للاطلاع على الخبر كاملا عبر موقع DW عربي اضغط هنا
قضت محكمة روسية (الثلاثاء 2 يناير/ كانون الثاني 2021) بسجن معارض الكرملين العنيد أليكسي نافالني ثلاث سنوات ونصف السنة بتهمة انتهاك الإفراج المشروط عنه، لكنها قالت إن مدة العقوبة ستُخفض بمقدار الفترة التي قضاها قيد الإقامة الجبرية في وقت سابق. وأُلقي القبض على نافالني، أبرز منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 17 يناير/ كانون الثاني 2021 بعد عودته من ألمانيا التي كان يقضي فيها فترة معالجة ونقاهة من تسميمه بغاز أعصاب من درجة عسكرية. وقال محامي نافالني إن السياسي المعارض سيستأنف الحكم.
وتشبه محاكمة نافالني إلى حد بعيد مشاهد الدراما الكلاسيكية، حيث يعود "البطل التراجيدي" من منفاه إلى وطنه متحديا نظاما بأكمله، حسب شبكة "إن.إير.دي NRD" الإعلامية الألمانية (الثاني من يناير/ كانون الثاني 2021). فبعد فشل محاولة القتل بالسم، لم يعد بإمكان الكرملين قتل "البطل" في صمت، فاضطر إلى تنظيم محاكمة مثيرة للجدل ُيشبهها البعض بالمهزلة. وتتابع الشبكة "كان على نافالني توقع ما يحدث الآن، بل وما أسوأ من ذلك. كان من الواضح أن بوتين لن يتسامح مع "الشهيد نافالني"، الذي لا يخلو بدوره من أعراض النرجسية، تمامًا مثل غريمه بوتين وأيضا كمنافس على السلطة. لقد أظهر نافالني الشجاعة وقامر بشدة. يبقى السؤال ما إذا كانت لا تزال في جعبته أوراق أخرى يمكن أن يلعبها".
التاريخ سيتذكر أن بوتين "سمم ملابسي الداخلية"
استغل نافالني ظهوره في المحاكمة المثيرة في موسكو لشن هجوم لاذع جديد على فلاديمير بوتين وقال إن التاريخ سيذكر "فلاديمير كمسمم للملابس الداخلية". وتذكر نافالني كيف نجا بالكاد من محاولة اغتياله باستخدام مادة نوفيتشوك الكيماوية التي كانت مخبأة في ملابسه الداخلية حسب روايته. وبهذا الصدد كتبت صحيفة "فرانكفورته روندشاو" (الثاني من يناير/ كانون الثاني 2021) "كل الخيوط تقود إلى جهاز أمن الدولة إف.إس. بي، لكن الضحية وليس الجاني، هو من يحاكم في هذه القضية بسبب انتهاكات مزعومة لشروط عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات ونصف مع وقف التنفيذ، تم فرضها عليه قبل ست سنوات، في محاكمة غير عادلة لدرجة أن الدولة الروسية نفسها دفعت بعدها تعويضا للمتضررين".
ورغم ذلك، فقد ادعت سلطات السجون أن نافالني لم يمثل أمامها على النحو المنصوص عليه في شروط الرقابة القضائية، رغم أن الأخير كان يتعافى في ألمانيا عقب محاولة تسميمه. نافالني دافع شخصيا عن نفسه، وتساءل خلف القفص الزجاجي في المحكمة "ما الذي كان يمكنني فعله؟ هل كنتم تريدون أن أرسل لكم مقطع فيديو يصور علاجي الجسدي؟". وعُقدت جلسة المحاكمة بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت احتجاجات عارمة داعمة لنافالني في كل أنحاء روسيا، فيما وصفه مراقبون بأكبر موجة من الاحتجاجات في البلاد منذ سنوات، تم على إثرها توقيف آلاف المتظاهرين وأدت إلى توترات جديدة بين القوى الغربية وروسيا.
نافالني ـ هل يشكل تهديدا فعليا لبوتين؟
رغم المظاهرات المؤيدة للمعارض العتيد، تظهر استطلاعات الرأي أن أليكسي نافالني لا يزال شخصية تثير انقسامات في الرأي العام الروسي، وإن كان ما تعرض له يغذي روح التعبئة في وقت تواجه فيها روسيا أزمة اقتصادية خانقة. ويبدو أن الاحتجاجات لا تعبر عن التضامن مع نافالني فقط، وإنما هي صرخة أيضا في وجه النظام القائم. نافالني الذي تتجاهله وسائل الإعلام الرسمية، بات أبرز وجوه المعارضة غير البرلمانية في مشهد سياسي تم فيه إسكات أو تدجين التنظيمات الحزبية التقليدية. وعندما نظمت الانتخابات التشريعية في كانون الأول/ ديسمبر 2011 واندلعت حركة احتجاج غير مسبوقة في روسيا برز نافالني بشكل طبيعي، لما يتمتع به من شخصية كاريزمية وخطاب شديد. وفي وقت لاحق، سعى إلى تلميع صورته والتخلي عن الخطاب القومي المتشدد ذي التوجه القومي والعنصري والتوقف عن دعم التجمع السنوي للجماعات اليمينية المتطرفة وأنصار الملكية. وفي أيلول/ سبتمبر 2013 تعزز موقعه كزعيم معارض إثر النتائج التي حققها (27.2 في المئة من الأصوات) في انتخابات رئاسة بلدية موسكو.
وبهذا الشأن كتبت دويتشه فيله (28 يناير/ كانون الثاني 2021) أن "مستطلعي الرأي الروس مثل ليف جودكو مدير مركز ليفادا في موسكو يشككون فيما إذا كان بإمكان نافالني إطلاق حركة احتجاجية واسعة. وأوضح جودكو في مقابلة مع DW أن "الموقف اتجاه (نافالني) معقد ويعتمد على الفئات العمرية ومواقع التواصل الاجتماعي (..) يتفاعل الشباب الناشطون في الشبكات الاجتماعية بتعاطف وقوة أكبر مع الأخبار المتعلقة بمحاولة اغتيال أي سياسي"...
للاطلاع على الخبر كاملا عبر موقع DW عربي اضغط هنا