الثالثة ثابتة؟
الثالثة ثابتة؟

أخبار البلد - Sunday, January 31, 2021 9:46:00 AM

البروفيسورة وداد الديك


الإتصال الهاتفي المُطول الذي جرى مساء الأحد الماضي بين الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس الأميركي بايدن وبمبادرة من الثاني أثلج صدر ماكرون حيث أنه أول زعيم داخل الإتحاد الأوروبي يختار بايدن الإتصال به وهذا يدلٌ على أن صفحة جديدة فُتحت في عهد الرئيس بايدن بين باريس وواشنطن وخلاصتها التقارب في المواقف والرغبة في التنسيق والتعاون من أجل السلام والإستقرار في الشرق الأدنى والشرق الأوسط وبالأخص فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والوضع في لبنان كما أكدا على استمرار التواصل حول هذه القضايا ووضع أجندة مشتركة للتوصٌل إلى تصوُّر يحدِّد ويُوضح الأولويات السياسية المشتركة بين الطرفين.
وهنا نطرح السؤال التالي: هل سيستطيع ماكرون الحصول على موقف أميركي جديد من المبادرة الفرنسية؟
من الممكن أن تستمر الولايات المتحدة الأميركية في دعم المبادرة لكن بنفس الشروط التي وُضعت في عهد سلفه وهي شروط تتعلق بالسياسة الأميركية في لبنان والشرق الأوسط حيال حزب الله وإيران ومن الصعوبة أن تؤيد حكومة في لبنان يكون فيها حزب الله ممثَّلاً لأن أميركا تنتظر الإنتخابات الإيرانية والإسرائيلية وتهتم بتغيير إدارة نتنياهو لأنه سيكون حجر عثرة حين يحين التفاوض بالملف الفلسطيني.
بالعودة إلى الملف اللٌبناني، يجب الإشارة إلى أن أبرز معاوني بايدن في البيت الأبيض وفي الخارجية الأميركية هم من اليهود بدءاً من وزير الخارجية وصولاً إلى كبار الموظفين لذلك هناك جو من عدم السماح للوضع الحكومي بالتحرك لكن فرنسا ستحاول إقناع السلطات اللٌبنانية تأليف حكومة بأسرع وقت سيَّما وأن الوضع الأمني والوضع الإقتصادي يزداد سوءاً فضلاً عن أن التواصل اللٌبناني اللٌبناني ما زال سلبياً رغم مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ودعوته إلى ترتيب لقاء يجمع بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري والتي لم يُكتب لها النجاح على ما يبدو.
فبالنسبة إلى الرئيس الفرنسي الحاجة إلى تشكيل " حكومة مهمة" من إختصاصيين باتت ملحَّة لمعالجة الوضع المتهاوي إقتصادياً وصحياً والمتفلِّت أمنياً ففرنسا تنتظر الحصول من واشنطن على إلتزام ووعد بدعم قوي لمبادرتها كي تعيد إحيائها وفرضها على الساحة اللبنانية بعدما أضحى الوضع في لبنان ضاغطاً على جميع الجهات إذ أن باريس تعتقد أن واشنطن عرقلت إلى حدِّ ما مبادرتها من خلال فرض عقوبات على شخصيات مقربة من حزب الله وهو ما أشار إليه ماكرون في مؤتمره الصحافي الشهير أواخر أيلول الماضي. فباريس ترى إن إحراز تقدم بشأن الملف النووي الإيراني من شأنه أن يساهم في حلحلة الملف اللبناني.  
إنطلاقا مما تقدم، نستطيع أن نفهم استعداد الرئيس الفرنسي لقيامه بزيارة ثالثة إلى لبنان وبحسب ما نقلت عنه محطات إعلامية قوله على مائدة إعلامية مستديرة أمس الجمعة أن خارطة الطريق الفرنسية للبنان لا تزال مطروحة على الطاولة وأنه يعتزم زيارة هذا البلد وأن لا حلول أخرى متاحة لأزمة لبنان غير الخطة الفرنسية وأنه سيفعل كل ما باستطاعته للمساعدة في تشكيل حكومة.
في الختام بإمكاننا طرح السؤال التالي: هل إن زيارة ماكرون هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقتيها؟ وهل ستتمكن من فتح كوة في جدار الأزمة التي يمرٌ بها لبنان؟          
 
المنسّقة المركزية العامة للأبحاث والدراسات
هيئة الرئاسة في تيار المستقبل

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني