العربية
مع بدء اتضاح الملامح الأولية لمقاربة الرئيس الأميركي جو بايدن للملف الإيراني لا سيما الاتفاق النووي، وتأكيد وزير خارجيته أن هذا الملف ضمن أولويات الإدارة الأميركية الجديدة، يرى عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين في وزارة الخارجية الأميركية أن المسألة أكثر تعقيدا، وأن العقوبات التي فرضت سابقا على إيران من قبل إدارة دونالد ترمب تعقد مهمة العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات.
فقد أكد مسؤول في الخارجية أن العودة للاتفاق النووي ستحتاج لوقت طويل، لافتا إلى مجموعة من الخطوات التي ستعمل الولايات على اتخاذها قبل الحديث عن إحياء لأي اتفاق من جديد.
كما رأى، بحسب ما أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أن "إيران بعيدة حاليا عن العودة للامتثال ببنود الاتفاق، وهناك العديد من الخطوات في العملية التي ستحتاج إلى إعادة تقييم.
إلى ذلك، رجح مسؤول سابق في الخارجية أن تعتمد إدارة بايدن في النهاية "نموذجا مختلطا" بحيث تبقى العقوبات ذات الأساس القانوني المتين قائمة، بينما ترفع العقوبات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير أو تقويض الاتفاق النووي.
كما يمكن بحسب المسؤول الأميركي أن يتخذ فريق بايدن أيضًا نهجًا تدريجيًا: بحيث يخفف بعض العقوبات بشكل محدود مقابل تراجع إيران عن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها في ما يتعلق بالتفلت من بعض بنود الاتفاق النووي، كخطوة أولى نحو العودة الكاملة إلى تطبيق الاتفاق والالتزام ببنوده.
وفي السياق، لفتت الصحيفة الأميركية إلى وجود ضغط للتحرك بسرعة في هذا الشأن، لسبب واحد، ألا وهو احتمال أن تؤدي الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقرر إجراؤها في حزيران المقبل، إلى وصول حكومة متشددة أكثر تعارض الاتفاق النووي.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان أكد في وقت سابق أنه إذا عادت طهران "للالتزام" بالاتفاق فإن واشنطن ستقوم بالمثل، إلا أنه أضاف أن بلاده ستسعى للتوصل إلى اتفاق "أوسع نطاقا يغطي أيضا سعي إيران لتطوير صواريخ باليستية ودعم قوات تعمل لحسابها بالوكالة في العراق وسوريا واليمن وأماكن أخرى.
كما أوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يوم الجمعة أن من الأولويات القصوى والمبكرة لإدارة بايدن التعامل مع أزمة إيران المتصاعدة، مع اقترابها من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لامتلاك سلاح نووي. وأضاف سوليفان لبرنامج على شبكة الإنترنت يرعاه المعهد الأميركي للسلام "من وجهة نظرنا، إحدى الأولويات المبكرة الهامة يجب أن تكون التعامل مع ما تعتبر أزمة نووية متصاعدة، مع اقتراب (إيران) شيئا فشيئا من الحصول على مواد انشطارية تكفي لإنتاج سلاح (نووي)".