"أنا محتاج لمسة روحك تغيرني يا يسوع"... نشرتها في حسابها الخاص عبر موقع فيسبوك في 19 كانون الثاني ثم لاقته في الـ25 منه.
غريب كيف أن بعض الأشخاص، عندما يرحلون عن هذه الدنيا نشعر أن العالم اهتز.
ستيفاني مزهر، هذه الشابة الثلاثينية التي لم تتسع الحياة لأحلامها ونشاطها، رحلت ليل 25 كانون الثاني بعد أن خسرت معركتها في وجه كورونا.
لم يتمكن أصدقاؤها الّا أن يتذكروا كلماتها التي ودعت من خلالها عمّها منذ أشهر عندما قالت له "صرتوا كتار فوق، اكيد فوق احلا عم تجتمعوا مع بعض من اول وجديد".
في حديث لموقع vdlnews، روت مصادر مقربة من مزهر تفاصيل ما حصل معها، قائلة: "أصيبت ستيفاني بالفيروس التاجي منذ حوالي الـ10 أيام قبل وفاتها، ولم يمرّ سهلا عليها، اذ شعرت بضيق تنفس وانخفاض بمستوى الأوكسيجين في جسمها، وبعد خضوعها للفحوصات المطلوبة تبيّن أن رئتيها ممتلئتين بالماء".
وتابعت المصادر ان "وضعها كان الى تحسن وكان من المفترض أنها بدأت تتماثل للشفاء، تواصلنا مع المستشفى يوم الاثنين للاطمئنان عليها فأبلغونا أنها تعبت وتم نقلها الى لعناية الفائقة".
"يبدو أن قلبها لم يتحمل الضغط على الرئتين فامتلأ هو أيضا بالماء وتوقف عن العمل"، بحسب ما أفادت المصادر لموقعنا.
خبر رحيل هذه الشابة اليافعة وقع كالصاعقة على كل شخص عرفها، من أساتذة في جامعتها كلية الاعلام 2 ومن أصدقاء معارف.
وكلمات الرثاء التي اجتاحت موقع فيسبوك كانت خير دليل، فقد كتبت لها احدى صديقاتها: "كنتي تقوليلي أنا وياكي تعذبنا نفس العذاب بس الله رح يعوضلنا... طيّب أنا بلّش يعوّضلي إنت ليش فلّيتي؟؟؟ مش بكير؟؟ أنا هيك قررت ضلّ إتذكرك... بضحكة... ".
وخاطبتها صديقة أخرى بالقول: "وزعتي لنا القلوب وحملتي صورة القديس شربل قبل يومين فقط، وكأنك كنت تعلمين... ما أبشع هذه الحياة وكم من أمر يمكن أن يحصل خلال يومين".
الدكتورة مي مارون والتي أحبها جميع طلاب الكلية والتي لطالما اهتمت بكل طالب علّمته، كتبت: "خطفك الموت وانت وردة يانعة، خطفك وخطف احلامك واحلام محبيك واهلك فيك، هذا المرض اللعين الم يرأف بجمالك ورقتك. كانت الدنيا ضيقة عليك لأن احلامك اكبر من الدنيا. عرفناك طموحة ونشيطة على مقاعد الجامعة. نودعك اليوم بمرارة ونعجز عن التعبير أمام سطوة الموت. العزاء لكل من عرفك واحبك.وداعا ستيفاني".
وان قررنا أن نجمع كل كلمات الرثاء التي ودعت "فراشة كلية الاعلام" لن نتمكن من ذلك، وما نفع كلمات الوداع بعد رحيل الأحباء.
كم صارت قوية رائحة الموت من حولنا، وكم دمعت عيون وكم كثر الوداع وكم كبر الألم... أصبحت صور الشباب والشابات تخيفنا على مواقع التواصل وتخلق في نفوسنا الذعر... بالأمس رحل ايليو ورحلت ستيفاني وقبلهم كثر وبعدهم لن تتوقف السبحة.
ومع هذا الكابوس الذي لا يعرف حدودا ويأبى الانتهاء لا يبقى لنا الا الدعاء لأحبائنا والصلاة لنفوس من رحل منهم على رجاء القيامة... "المسيح قام"!
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا