رأى المكتب الإعلامي للنائب عماد واكيم أنه من المؤسف جدًّا أن يواصل “حزب الكتائب” سياسة التجني على “القوات اللبنانية” التي مدّت وتمدّ اليد سعيًا لإخراج لبنان من مأزقه، وآخر حلقات التجني ما ورد على لسان الزميل الياس حنكش لدى سؤاله عن محاولة “القوات اللبنانية” تشكيل جبهة معارضة، فأجاب بأنّ “الكتائب تكوِّن جبهة مع القوى التغييريّة التي تمثّل أكبر حزب وهو حزب الشعب اللبناني المنتفض على المنظومة السياسية، وأفضل جبهة لمواجهة المنظومة يجب أن تكون من خارج هذه المنظومة”.
وتعليقا على هذا الموقف، سجِّل المكتب الاعلامي الملاحظات الآتية:
أولا: من المفيد العودة إلى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة لتبيان الحجم الشعبي لحزب الكتائب الذي يتحدّث عنه الزميل حنكش، فأهمّيّة هذا القانون أنّه يبيِّن بالأرقام حجم كل فريق سياسي على امتداد لبنان، وهذا ما يفسِّر رفض القيادة الكتائبية لقانون كشف وضعية هذه القيادة شعبيًّا وكتائبيًّا على حقيقته، على رغم كونه أفضل تمثيليًّا من كل القوانين المتعاقبة منذ العام 1992.
ثانيا: يعرف الشعب اللبناني تمام المعرفة بأنّ قاعدة “القوات اللبنانية” كانت الجزء الأكبر والأساسي في التحركات الشعبية إبّان انتفاضة 17 تشرين، وفي اللحظة التي خرجت فيها هذه القواعد من الشارع عادت الأمور إلى طبيعتها، وننصح الزميل بعدم إدّعاء بطولات في غير مكانها تيمّنًا بالمثل القائل “الشمس شارقة والناس قاشعة”، وعلى أمل أن تكون الانتخابات التي نسعى إليها بقوتنا كلّها على الأبواب من أجل وقف المزايدات والإدّعاءات التي شهدنا فصولا منها قبل الانتخابات الأخيرة التي فضحت المستور.
ثالثا: إنّ أعرق وأقدم حزب في المنظومة السياسية في لبنان هو حزب الكتائب، وإذا لم يشارك في الحكومتين الأخيرتين فليس تعفّفًا أو لاعتبارات مبدئيّة، ومواقف النائب سامي الجميل المؤكدة في أكثر من مناسبة على التعاون مع العهد الحالي ومرحلة جديدة قبل تشكيل الحكومة الأولى، واضحة ومثبتة وكانت بفعل المفاوضات معه للمشاركة في تلك الحكومة، والخلاف الذي حصل كان بسبب العرض والطلب، حيث عُرض عليه وزير دولة، وطلبه كان حقيبة الصناعة، فرفض المشاركة، وعاد وتكرّر الأمر نفسه مع حكومة العهد الثانية بعد الانتخابات النيابية، فاصطدم سعيه للمشاركة فيها بعقبة عدم تخصيص حزبه بوزارة الصناعة، وبالتالي بدلا من تزوير الحقائق في بلد صغير ، الناس كلّها تعرف بعضها بعضًا، كان من الأجدى الابتعاد عن المزايدات والتحوير والتطلّع إلى كيفية إنقاذ لبنان.
رابعا: نستغرب أشدّ الاستغراب هذه الاستماتة على مهاجمة القوات اللبنانية والسعي الدائم لمحاولة الانقضاض عليها في لحظة سياسيّة تموت فيها الناس إمّا جوعا وفقرا، وإمّا على أبواب المستشفيات، فيما المنافسة السياسيّة الشريفة تحقيقًا لخير الناس العام هي أكثر ما هو مطلوب اليوم ودائمًا، ولكنّ المنافسة غير الشريفة التي ترتكز على التضليل والشائعات والتحوير تخدم، ربّما، على المدى القصير، ولدى فئة قليلة من الناس، ولكن سرعان ما تظهر الأمور على حقيقتها، والفئة الواسعة من الناس أسقطت من ارتكز في سياساته على ما تقومون به اليوم، ويكفيكم النظر من حولكم علّكم تتّعظون.
وأشف المكتب الاعلامي لهذا الإصرار على التضليل والسجال وفتح المواجهات، فيما البلد يغرق بمن فيه.