هزّت مأساة الطفلة التي قتلت نفسها بسبب "تحدي التعتيم" عبر تطبيق تيك توك، العالم خلال الساعات الماضية، خصوصاً بعدما نشرت وسائل إعلام محلية حديثاً نقلته عن والديها.
فقد كشف الأبوان المكلومان لصحيفة "لا ريبوبليكا" اليومية، أن ابنتهما أنتونيلا البالغة من العمر 10 سنوات، أقفلت على نفسها باب حمام منزل العائلة الأربعاء الماضي، للمشاركة في "تحدي التعتيم" على تطبيق "تيك توك"، مستخدمة هاتفها الخليوي لتصوير أدائها.
وكشفوا أنها وضعت حزاما حول رقبتها وحبست أنفاسها أثناء تسجيل نفسها على هاتفها، ونشر الفيديو عبر التطبيق.
وعندما تنبهت شقيقتها البالغة 5 سنوات إلى أن أختها فاقدة للوعي، نقلها الأب إلى مستشفى باليرمو للأطفال فوراً، لكنها فارقت الحياة.
كما لفت الأب المحروق قائلاً: "لم نكن نعرف شيئاً عن الأمر، ولم نكن نعلم أنها كانت تشارك في هذه اللعبة".
وأضاف: "كنت أعرف أن أنتونيلا تستخدم تيك توك من أجل الرقصات، ولمشاهدة مقاطع الفيديو. كيف كان لي أن أتخيل وجود هذه الفظائع؟".
إلى ذلك، أشار الوالدان إلى أن شقيقة أنتونيلا البالغة 9 سنوات هي التي شرحت لهما أن "أنتونيلا كانت تلعب لعبة الاختناق".
أما لعبة الوشاح هذه، فتقوم على أن يمتنع الأطفال عن التنفس حتى يفقدوا وعيهم لكي يشعروا بأحاسيس قوية، وتتسبب كل عام بوقوع حوادث بعضها مميت.
تحقيق فوري
وبسبب الواقعة، أمرت هيئة مراقبة خصوصية البيانات الإيطالية تطبيق تيك توك المخصص لتبادل مقاطع الفيديو القصيرة، والمملوك للصين، يوم الجمعة، بحظر حسابات أي مستخدمين في البلاد لم تتمكن من التأكد من سنهم بعد وفاة فتاة عمرها عشر سنوات كانت تستخدم التطبيق.
وقالت الهيئة التنظيمية في بيان، إنه على الرغم من التزام تيك توك بحظر تسجيل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما إلا أنه كان من السهل مع ذلك التحايل على هذه القاعدة.
كما فتحت السلطات تحقيقاً فورياً، وأوضحت النيابة العامة أن التحقيق كان تحت بند "التحريض على الانتحار"، حيث يحاول المحققون من خلال هاتف أنتونيلا الخليوي معرفة ما إذا كانت في بث مباشر مع مشاركين آخرين، أو ما إذا دعاها شخص ما للمشاركة في التحدي، أو ما إذا كانت تقوم بتصوير هذا الفيديو لأحد أصدقائها أو لشخص تعرفه.
" تحت تصرف السلطات"
بالمقابل، أعلنت الشركة بعد الحادثة، أنها اضطرت إلى حظر حسابات المستخدمين الذين لم يتم التحقق منهم حتى 15 فبراير/شباط على الأقل في انتظار مزيد من المعلومات.
وأكدت تعليقاً على مأساة وفاة الطفلة، في بيان، أن سلامة مستخدميها هي أولويتها القصوى، ووضعت نفسها تحت تصرف السلطات المختصة، معلنة استعدادها للتعاون معها في التحقيق.
يشار إلى أن هيئة حماية البيانات الإيطالية كانت أطلقت إجراءات في حق "تيك توك" في ديسمبر 2019، آخذة عليها خصوصاً قلة الاهتمام بحماية القاصرين، وسهولة الالتفاف على الحظر المفروض على تسجيل الصغار، وانعدام الشفافية والوضوح في المعلومات المقدمة للمستخدمين، فضلاً عن الإعدادات التي لا تحترم الخصوصية، ما وضع الشبكة التي تم إطلاقها عام 2016 وتضم 100 مليون مستخدم في أوروبا في ورطة.